عرض مشاركة واحدة
قديم 02/09/2005   #40
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


الآن ماذا فعلت آلام الجهـــــاد بنا ؟


إن كنا وسط الآلام نشعر بضعفنا فنرفع أعيننا الداخلية بتذلل نحو إلهنا الذى فى أعماقنا فنجتذب قلبه ونسبى حبه بانسحاقنا ، إذا به يعلن حقيقة مركزنا ، أننا فى موقف القوة لا الضعف ، والمجد لا الهوان ، إن كنا نئن خلال شعورنا بالضعف لكنه يؤكد لنا الحقيقة المخفية عن أعيننا : أن جهادنا – رغم كل ما يبدو فيه من ضعف – يعلن حلاوة حبنا وتفوح منه رائحة أدهان فريدة فى أطيابها ، إذ يقول :

" ما أطيب حبك يا أختى العروس ؟ ! كم محبتك أطيب من الخمر ؟ !كم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطايب ؟ ! نش 4 : 10
عجيب هو الرب فى نظرته إلينا وفى مدحه إيانا ، مع أن ما نحمله من حب إنما هو إنعكاس لحبه فينا ، وما نحمله من رائحة أطياب إنما هى ثمر أطيابه العاملة فينا ! يا للعجب يعطينا ماله ثم يعود فينسبه لنا ويمتدحنا من أجله ويكافئنا عليه !!
يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص سمو كنيسة العهد الجديد خلال الرائحة التى تفوح منها ، إذ هى " أطيب من كل الأطايب " ، فاقت رائحة كل عبادة قدمت سابقا ، .... الآن لم تعد لنا الذبائح الحيوانية ، بل الذبيحة الفريدة التى يشتمها الآب رائحة رضا ... خلال هذه الذبيحة يشتم الله كل عبادتنا وكل جهادنا الروحى كرائحة طيبة " أفضل من كل الأطايب " ..
لهذا ففى وسط مرارتنا بسبب شعورنا بالضعف ، يمتدحنا الرب بغير مداهنة ولا رياء ، بل يعود ويتكلم عن بركة شركة الآلام معه أو الجهاد من أجله وبأسمه فى أكثر تفصيل ، قائلا :
" شفتاك يا عروسى تقطران شهدا ، لسانك عسل ولبن ، ورائحة ثيابك كرائحة لبان " نش 4 : 11
يرى الرب فى عروسه المجاهدة المتألمة أنها كالنحلة التى تقطر عسلا ! إذ قيل عنها " النحلة ضئيلة بين الطير وشهدها أعذب ما يستساغ من الطعام " ابن سيراخ 3 : 11
ماذا يرى الرب أيضا فى عروسه المجاهدة المتألمة ؟ أنه يراها الأرض المقدسة التى تفيض عسلا ولبنا ( خر 3 : 8 ، 17 ) .
ماذا يكون هذا العسل المخفى إلا " كلمة الله " الحى الذى دعى بالمن السماوى ...
على أى الأحوال حينما يتحدث الرب عن رعايته لشعبه يؤكد لهم أنه قدم لهم عسلا إشارة إلى عذوبة عطيته ، أو حلاوة كلمته فى فمهم ....
أخيرا فإن الأنسان غالبا ما يتطلع إلى نفسه فى وقت الضيق فيظن كأنه فى قفر بلا ساكن ، عقيما بلا ثمر ، أما الرب فيرى عكس هذا إذ يقول :
" أختى العروس جنة مغلقة ، عين مقفلة ، ينبوع مختوم " نش 4 : 12
كأنه يقول لها : اذكرى الأمكانيات الكامنة فى داخلك ، أنت جنة وعين وينبوع ، إمكانيات الروح القدس الساكن فيك ، هذه التى لا تعلن فيك إلا إذا قبلتى الآلام وانحنى ظهرك للصليب .
إنها جنة مغلقة من كل جانب بسور الوصايا حتى لا يتسلل إلى مدخلها لص أو وحش مفترس ..
كما يوصينا الوحى الإلهى ألا نبدد مياة ينابيعنا فى الخارج ، فى الشوارع ، مع الغرباء ، .... حينما تنحرف أفكارنا الداخلية نحو الخطية نكون قد أضعنا مياة ينابيعنا وقدمناها للغرباء ، لهذا يجب أن نكون : " عين مقفلة ، وينبوع مختوم " ....
إذن الجنة المغلقة أو العين المقفلة أو الينبوع المختوم تشير إلى الحياة التى لا يدخلها إلا الرب وحده الذى له مفتاح داود " يفتح ولا أحد يغلق ، ويغلق ولا أحد يفتح " رو 3 : 7 . هذه الحياة تحمل ثمار الروح القدس الثمينة السمائية ، إذ يقول :
" اغرسك فردوس رمان مع أثمار نفيسة فاغية وناردين ، ناردين وكركم ، قصب الذريرة وقرفة مع كل عود اللبان ، مر وعود مع كل أنفس الأطياب ،
ينبوع جنات بئر مياة حية وسيول من لبنان " نش 4 : 13 – 15 .
ماذا يجد الرب فينا ؟ أنه يجد أصنافا متنوعة من ثمار للأكل كالرمان وروائح طيبة وأطياب وبخور ( لبان ) ومواد تستخدم كأدهان طبية ومياة حية للشرب ...
هكذا تظهر عروس المسيح غنية فى كل شىء : لديها طعاما يشبع ، وشرابا يروى ، وأطيابا ثمينة للتجميل ، وأدوية للعلاج .... يفرح بها عريسها وأصدقاؤها




------------------
يتبع

أدركت أننى سقطت عندما ازادت المسافة بين ركبتى و الأرض
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04624 seconds with 10 queries