عرض مشاركة واحدة
قديم 01/09/2005   #1
Anonymous
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Anonymous
Anonymous is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
مشاركات:
1,826

افتراضي فروق عظيمة بين ما كنت عليه وما صرت إليه


فروق عظيمة بين ما كنت عليه وما صرت إليه

في الحفل الذي أقامه لي أهلي في الذكرى السنوية العاشرة ليوم ميلادي ، ضمتني أمي بحنان ، وألبستني صليباً ، وهي تدعو لي أن يحفظني الرب ، وقالت لي : يا جوليتا ، إنه الصليب ، إنك تعرفين ما يعنيه في ديننا ، فاحتفظي به حول جيدك واحفظي معناه في قلبك .

كنت من أسرة متمسكة بدينها ، وعمى كان قسيساً ، كانت الكنيسة تمثل لنا الحياة ، والمبدأ والقيمة .

وتوالت السنون وأنا أنتقل من صف إلى صف متفوقة في دراستي حتى تخرجت في الجامعة من كلية التجارة .

حملت شهادتي مزهوة أبحث عن عمل ، وكانت فرص العمل في بلدي قليلة ، فكان أن سافرت إلى الكويت حيث عملت لدى أسرة كويتية خمسة عشر عاماً ، حافظت خلالها على وصية أمي بعدم التخلي عن الصليب .

كان لدى الأسرة التي عملت عندها أطفال في المرحلة الابتدائية ، وكان والداهم شديدي الحرص على تذكيرهم بالصلاة وحثهم عليها ، وكنت بدوري أذكرهم بها وأحثهم عليها كلما سمعت صوت المؤذن ، خاصة حينما يكون والداهم خارج المنزل .

لا أدري لماذا كنت حريصة على أن يؤدوا صلواتهم .. هل لأنني إنسانة متدينة وأدرك ما تعنيه الصلاة ؟ لا أدري ‍‍!

كان لي صديقة حميمة من بلدي كثيراً ما كانت تزورني ، زارتني يوماً وحينما سمعت آذان المغرب طلبت من سيدتي سجادة الصلاة فظهرت الدهشة علي وعلى سيدتي .

سألتها : ماذا تفعلين يا ماري ؟ قالت : لقد أسلمت يا جوليتا ، مفاجأة ؟ أليس كذلك ؟ قلت : ولكنك لم تذكري شيئا عن هذا من قبل ، قالت : أرجو أن تسمحي لي الآن بالصلاة وسنكمل حديثنا بعدها .

بدأت صديقتي في صلاتها وأنا أنظر إليها وأتساءل : ما الذي غير صديقتي الشديدة التمسك بدينها ؟ كنت أنتظر انتهاءها من صلاتها على أحر من الجمر .

سألتها بعد أن فرغت من صلاتها : الآن أخبريني يا ماري ما الذي غيرك ؟ فقالت : إنه الإسلام ، دين عظيم ، تكونين فيه قريبة من خالقك ويكون أقرب إليك من حبل الوريد .

كان حديثها عن الإسلام يغوص في أعماقي ويسكب في قلبي الراحة والسكينة .

بعد أن خرجت ماري طلبت من سيدتي أن تساعدني في تعلم الإسلام في لجنة التعريف بالإسلام ، التي حدثتني عنها ماري ، ففرحت سيدتي بطلبي ، وكانت تصحبني على مدى ستة أشهر إلى اللجنة حتى أسلمت .

أدركت الفروق العظيمة بين ما كنت عليه ، وما صرت إليه ، إني الآن على صلة بالله خمس مرات في اليوم ، بل في كل لحظة من لحظات اليوم ، بالاستغفار والتسبيح والدعاء والتفكير والتأمل .. بينما كان كل ما أقوم به الذهاب إلى الكنيسة مرة في الأسبوع .. وما علي شئ في سائر الأيام .

بعد إسلامي تزوجت من مسلم عربي ، وتركت العمل لدى الأسرة الكويتية طاعة لزوجي الذي أمرني بذلك .

فاطمة

" جولينا " قبل إسلامها

كتبت قصتها كاملة منى خليف الرشيد

ونشرتها في " الوطن الإسلامي " 4/5/1421 هـ
 
 
Page generated in 0.01689 seconds with 9 queries