اقتباس:
عندك أم عند هؤلاء
http://aljame3.com/modules.php?name=...int&sid=46
لا تخبرحدا أنو حطيتلك الرابط اللي حضرتك سرقت منه (نعم سرقت لأنك نسبت هذا لك و لم تقل و لو على أضعف الإيمان أنه منقول )
شلون بالله منعجبك
يعني اللي رايد اقلك ياه أنو حضرتك من جماعة القص و اللصق و لم نقرأ الكتاب المقدس سابقاً
طيب بدي أعطيك نصيحة في المرة المقبلة فم بالتلاعب بالكلمات و لا تحطها هيك دجني دجتك العافية و من ثم انسبها لنفسك
|
اليك قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبا
نساء تحدث عنهن القرآن الكريم: بلقيس ملكة سبأ
بقلم: فضيلة الإمام الأكبر د. محمد سيد طنطاوي/ شيخ الأزهر الشريف
وبعد هذا العرض الحكيم لقضية الكتاب الذي تلقته ملكة سبأ من سليمان عليه السلام, وبعد أن وضحت هذه الملكة لأشراف مملكتها وقادتها مصدر الكتاب ومضمونه, وبعد أن أفهمتهم أنها لا تفصل في أمر مهم من أمور مملكتهم إلا بعد مشورتهم.
بعد كل ذلك تطلعت إلي رأيهم فماذا قالوا؟ قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين( سورة النمل: الآية33).
أي: قال زعماء مملكة سبأ في الرد علي ملكتهم: أيتها الملكة لقد فهمنا القضية فهما تاما, وإننا كما تعلمين أصحاب قوة في العتاد, وأصحاب بلاء عظيم في ساحة القتال, ومع ذلك فأمر القتال متروك لرأيك في النهاية, وإلي ما تطمئن إليه نفسك من قرار, فتأملي وتفكري فيما تأمريننا به بالنسبة لهذا الكتاب, فنحن سنطيعك في كل ما تطلبينه منا!
وتمضي آيات القرآن في عرض تلك المحاورات بين ملكة سبأ وبين جنودها بهذا الأسلوب المثير الحكيم فتقول: قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون( الآيتان:34 و35).
أي: قالت ملكة قبيلة سبأ لجنودها بعد أن استمعت إلي زعماء مملكتها: اعلموا أن الملوك من عاداتهم أنهم إذا دخلوا بجيوشهم قرية من القري أو مدينة من المدن, بعد انتصارهم علي أهلها عن طريق الحرب والقتال, أشاعوا في تلك القرية أو المدينة الفساد والخراب والدمار.
وفوق ذلك جعلوا أشرافها ورؤساءها أذلة بعد أن كانوا أعزة, ليكونوا عبرة لغيرهم, وهذه هي عادتهم التي يفعلونها عند دخولهم قرية من القري عن طريق القهر والقسر وسفك الدماء.
والمقصود من وراء قولها هذا فيما يبدو: التلويح لقومها بأن السلم أجدي من الحرب, وأن الملاينة مع سليمان عليه السلام أفضل من المجابهة والمواجهة بالقوة.
ثم صرحت لجنودها بما ستفعله مع سليمان عليه السلام ومع حاشيته فقالت: وإني قد قررت أن أرسل إلي سليمان عليه السلام وإلي زعماء قومه هدية ثمينة تليق بالملوك أصحاب الجاه والقوة والسلطان, وإني لمنتظرة ومترقبة ماذا سيقول سليمان عليه السلام لرسلي عندما يري تلك الهدية الثمينة, وماذا سيفعل معهم.
قال ابن عباس رضي الله عنه: قالت لقومها: إن تقبل الهدية فهو ملك فقاتلوه, وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه.
وقال قتادة رضي الله عنه: رحمها الله ورضي عنها, ما كان أعقلها في إسلامها وفي شركها, لقد علمت أن الهدية تقع موقعا من الناس.
وتقص علينا السورة الكريمة سورة النمل مشهدا جديدا, وفصلا جديدا من فصول هذه القصة مشهد سيدنا سليمان عليه السلام عندما وصل إليه رسل ملكة سبأ, ومعهم الهدايا الثمينة التي سيقدمونها إليه وإلي حاشيته من ملكتهم التي أوتيت من كل شيء.
قال تعالي: فلما جاء سليمان قال أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم, بل أنتم بهديتكم تفرحون, ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها, ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون( الآيتان:36 و37).
وفي الكلام حذف يفهم من سياق القصة, وتقتضيه بلاغة القرآن الكريم والتقدير:
وأعدت ملكة سبأ الهدية الثمينة لسليمان ولحاشيته, وأرسلتها مع من اختارتهم من قومها لهذه المهمة, فلما وصل الرسل إلي سليمان عليه السلام ومعهم هدية ملكتهم إليه, ورآها سليمان عليه السلام ما كان منه إلا أن قال لهم علي سبيل الإنكار والاستخفاف بتلك الهدية: أتمدونني بمال, أي: أتقدمون إلي هذا المال الزائل والمتمثل في هذه الهدية, لأكف عن دعوتكم, كلا لن ألتفت إلي هديتكم, فما أعطاني الله عز وجل من النبوة ومن الملك الواسع خير مما آتاكم من أموال من جملتها تلك الهدية, فالجملة الكريمة تعليل لإنكاره لهديتهم, ولاستخفافه بها, وسخريته منها.
وقوله سبحانه: بل أنتم بهديتكم تفرحون: إضراب عما ذكر سليمان عليه السلام من إنكاره لتلك الهدية, وتعليله لهذا الإنكار إلي بيان ما هم عليه من ضيق الأفق, ومن انحراف التفكير, حيث توهموا أن هذه الهدية قد تفيد في منع سليمان عليه السلام عن دعوتهم إلي إخلاص العبادة لله عز وجل, وفي حمله علي تركهم وشأنهم لعبادتهم لغير الله تعالي.
وكأنه عليه السلام يقول لهم: افهموا أيها الرسل وقولوا لمن أرسلكم بتلك الهدية: إن سليمان عليه السلام ما آتاه الله من أموال ومن خيرات أعظم وأكثر وأفضل مما آتاكم, وإنه يقول لكم جميعا: انتفعوا أنتم بهديتكم هذه وافرحوا بها, لأنكم لا تفكرون إلا في متاع الحياة الدنيا, أما أنا ففي غني عن هداياكم, ولا يهمني إلا إيمانكم بالحق, وإخلاصكم العبادة لرب العالمين.
ثم أتبع سليمان عليه السلام هذا الاستنكار بالتهديد فقال للوفد الذي جاء إليه بهدية من ملكتهم: عد من حيث أتيت, ومعك هديتك, فوالله لنأتينهم بجنود لا قدرة لهم علي مقاومتهم, ولا طاقة لهم علي قتالهم, والله لنخرجنهم من بلاد سبأ حالة كونهم أذلة, وحالة كونهم مهزومين صاغرين مقهورين, بعد أن كانوا في عزة وقوة.
وعاد رسل ملكة سبأ بهديتهم إليها دون أن يهتم القرآن بما جري لهم بعد ذلك, لأن القرآن الكريم لا يهتم إلا بالجوهر واللباب فيما يقصه من أحداث.
بامكاني ان اكتب المقال باسلوب ثاني ( لف ودوران وانسبه لي ) ولكن ما رايك بهذه القصة؟!!!