عرض مشاركة واحدة
قديم 07/05/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا sona78
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ sona78
sona78 is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
مشاركات:
1,993

افتراضي إيران.. حليف إستراتيجي ضمن شروط موضوعية





تشكل إيران إشكالية شديدة التعقيد في الإدراك السياسي العربي، لأنها بقدر ما يمكن التعامل معها على أنها مصدر أكيد أو محتمل للتهديد بالنسبة للعرب، فإنها أيضاً تبقى شريكاً إن لم تكن حليفاً ثقافياً وسياسياً بل وحضارياً، ويبقى الاستثناء محدوداً في الإدراك السياسي الذي يرى أن إيران مصدر كامل للتهديد ولا يمكن أن تكون حليفاً، أو الذي يرى أن إيران حليف بالمطلق ولا يمكن أن تكون مصدراً للتهديد.

علاقات الدول وإدراك التهديد
سبب هذه الإشكالية يرتكز على عاملين رئيسيين: العامل الأول، يتعلق بخصوصية مسألة إدراك التهديد وتعقد العوامل التي يمكن أن ينشأ معها الوعي أو الإدراك لمثل هذا التهديد. والعامل الثاني، يخص السياسة الإيرانية التي تميل إلى المزج بين ما يمكن اعتباره تهديداً وما يمكن النظر إليه على أنه سياسات تعاونية.
فبالنسبة للعامل الأول الخاص بالتعقيدات الشديدة التي تحيط بعملية إدراك التهديد، يمكن إرجاعه إلى الدور شديد الأهمية الذي يلعبه التهديد أو بمعنى أصح إدراك التهديد في تحديد أنماط التفاعل بين الدول، هل هي أنماط تفاعل تعاونية أم صراعية أم هي تفاعلات تقع على مسافات متباينة بين التعاون والصراع، وبناءً على هذا الإدراك تتحدد رؤية دولة ما لدولة أخرى ولطبيعة العلاقات معها، وما إذا كانت تقوم على الصداقة أم العداوة أم التنافس؟ ويتوقف إدراك دولة ما للتهديد من دولة أخرى على عوامل كثيرة، بعضها يخص الدولة المعنية ذاته، ومن ذلك نوع وثقافة القيادات المسؤولة عن قرارات السياسة الخارجية والأمن الوطني، وخبراتها السابقة بسلوك الدولة الأخرى مصدر التهديد.
كما تلعب الأصول الاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء القادة، والطريقة التي وصلوا بها إلى السلطة، وديمقراطية أو شمولية نظام الحكم، وبالتحديد ما يتعلق بمدى شرعية الحكم وتداول السلطة، والحالة العامة للأوضاع السياسية داخل الدولة من ناحية الاستقرار أو عدم الاستقرار، أدواراً كبيرة في مستوى وكيفية إدراك التهديد.

كما تتوقف عملية إدراك التهديد أيضاً على عوامل كثيرة تخص الدولة مصدر التهديد وأنشطتها المختلفة، منها نوع الحكم في تلك الدولة ومدى تجانسه أو تعارضه مع نظام الحكم في الدولة المعنية المعرضة للتهديد، ومدى قوة هذه الدولة وأنواع القوة التي تمتلكها عسكرية أم اقتصادية أم ثقافية، وكيفية إدارتها لهذه القوة، هل اعتادت توظيفها بشكل عدائي أم تعاوني، كما تتوقف أيضاً على مدى وجود نزاعات حدودية أو تاريخية، وعلى ميل الدولة مصدر التهديد إلى تشكيل تحالفات عسكرية مع دولة أو دول أخرى صديقة أو معادية للدولة المعنية، ويتوقف أيضاً على لجوء أو عدم لجوء قيادات تلك الدولة إلى إطلاق تصريحات عدائية مباشرة وممارسة أنشطة عدائية صريحة.

كذلك يتوقف إدراك التهديد وكيفية الرد عليه ونوعية الوسائل التي يمكن أن تستخدم في مواجهة هذا النوع من التهديد، وتكتسب التهديدات أولوياتها حسب تدرجها في نوع ومستوى الخطر الذي توحي به: هل هي تهديدات عسكرية أم سياسية أم اقتصادية أم ثقافية أم اجتماعية، أم هي خليط متنوع من بعض أو كل هذه الأنواع من التهديد مجتمعة. وهنا تلعب خصوصية نظام الحكم في الدولة المعنية، أي المعرضة للتهديد، من ناحية كونه ديمقراطياً أم شمولياً، وحالة الاستقرار أو عدم الاستقرار السياسي، ومستوى إدراك النظام لشرعيته، دوراً مهماً في الاستجابة أو عدم الاستجابة للتهديدات التي تواجهه، وفى إدراك أو عدم إدراك تلك الأنواع المختلفة من التهديدات. نريد أن نقول هنا أن الدول لديها حساسيات مختلفة تجاه أنواع معينة من التهديد، وتكون أكثر تهيؤاً واستعداداً للتفاعل السريع معها حسب الخصوصيات التي أشرنا إليها. فعلى سبيل المثال تكتسب التهديدات السياسية والثقافية أولوية عند دول تشعر فيها النخب الحاكمة بانخفاض مستوى شرعية سيطرتها على الحكم، وزيادة درجة عدم الاستقرار السياسي.
فكلما كانت الشرعية منخفضة وحالة عدم الاستقرار طاغية كانت النخب الحاكمة شديدة الحساسية وسريعة الإدراك، وربما المبالغة فيه، تجاه التهديدات السياسية والثقافية التي تنال من شرعيتها وتهدد الاستقرار السياسي.
._
_____________
رئيس وحدة دراسات الخليج رئيس تحرير مجلة "مختارات إيرانية" بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية

قلي لي احبك
كي تزيد قناعتي اني امرأة
قلي احبك
كي اصير بلحظة .. شفافة كاللؤلؤة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03738 seconds with 10 queries