6 أيار ..

يمر كل منا ، من وقت إلى وقت ، في شعور بالوحشة والعزلة ، إنه فراغ مؤلم في الداخل ، يتحول إلى سجن لا يطاق . ولقد حدث لنا جميعا ً أن أحسسنا بغربة عن الآخرين ، وعزلة عن الجماعة ، في وحدة موحشة وهذه الوحشة ، ككل ألم فينا تركز الانتباه على ذواتنا . فنحاول ملء فراغنا وإشباع جوعنا .. نهيم نبحث عمن يشاطرنا الحب .
وقد نقدم لهم أشياء تهدف بوضوح إلى استمالة حبهم ، نأتيهم ويدانا ممدودتان ، واحدة لتقدم لهما ما عندنا ، والأخرى لتأخذ ما سيقدمون هم لنا ، وقد نوهم أنفسنا بأن ذاك هو الحب .
نحن نعلم أن فراغ وحشتنا لن يملأه سوى حب الآخرين . إن فينا حاجة إلى الشعور بالحب ، ولكن المفارقة هي التالية : إذا حاولنا ملء فراغ وحشتنا في البحث عن حب الآخرين لنا ، فلن نجد لذواتنا التعزية ، بل سنقع في وحشة أعمق . لقد صدق من قال : " لن تشعر بأنك مهم إلى أن تشعر بحب شخص لك " فالشخص الوحيد الذي سيتمكن من النمو هو ذاك الذي اختبر الحب . إنها لحقيقة مخيفة تلك التي تشير إلى أن مقدرات نضج الإنسان ليست كلها في يده ، بل تبقى إلى حد بعيد رهن حب الآخرين له ، أو إحجامهم عن هذا الحب . إننا في غالبيتنا ، وبدافع من حاجات مؤلمة فينا ، وفراغ في ذواتنا ، نروح نخاطب الحياة والآخرين بلغة الطالب المتوسل ، إننا نصبح على حد قول Cs Lewis في كتابه " مربع الحب " : أناسا ً يستحقون الشفقة إذ أنهم يحاولون اكتساب الأصدقاء ولكنهم دائما ً يفشلون "
نحن نعي حاجتنا إلى الحب ونحاول البحث عن الحب الذي فينا حاجة إليه . ولكن المفارقة البارزة تبقى التالية : إذا بحثنا عن ذلك الحب ، فلن نجده ابدا ً بل سنستمر في الضياع
|