
3 أيار
العديد من الناس الذين أعرفهم لا يفرقون بين الحب والشعور . إنهم " يقعون في الحب " تارة " ويقعون خارج الحب " تارة اخرى . وما أن تخفت شعلة الحب في نفوسهم حتى تستعر شعلة أخرى . أذكر فتاة قالت لي أن زوجها صارحها في نهاية شهر العسل أن حبه لها قد انتهى ، وكنت قد باركت زواجهما منذ أسبوعين فقط . ففي ظني أن مفهوم الحب عنده غير سليم في أساسه .
كلنا يعلم أن الشعور يتغير ، فيبدو تارة قويا ً وتارة اخرى ضعيفا ً . إنه كمقياس الضغط الجوي يتبدل ويتحكم فيه العوامل الطبيعية . وكل إنسان يماثل بين الشعور والحب يبقى عرضة أيضا ً لتبدل مستمر .لقد كتب الروائي الفرنسي " أناتول فرانس " يقول : أن البداية في الحب وحدها ممتعة ، لذا نحن لا ننفك نبدأ مرة اخرى ، فنقع في الحب مرة بعد مرة "
عندما يصبح الحب مجرد شعور يطوف المرء في الحياة يبحث عبثا ً ، يصبح في الواقع وهما ً طالما تغنى به الشعراء والمطربون .
مامن شك أن بين الحب والشعور علاقة . وغالبا ً ما تأتي الانطلاقة في الحب وليدة شعور قوي . فلا يمكنني " إلا إذا كنت من مصاف الأبطال ) أن أضع ارتياحك وطمأنينتك ونموك على قدم المساواة مع ارتياحي وطمأنينتي ونموي أنا ، ما لم احس ببعض من الشعور نحوك .
ولا بد لنا ونحن نعيش اختبار الحب ، من ان نمر بين الحين والحين بفترات عاطفية مضطربة ، فكأن بهجة الربيع لا تحل إلا بعد أن يختبر المرء عواصف الشتاء وبرده . وبينما يفقد الحب الشاب شيئا ً من بهجته ليتحول إلى كنز أثمن من الحب الناضج ، تأتي أيام يخلو الحب فيها من أي نشوة عاطفية ، ويحدث أحيانا ً أخرى أن تلبد المشاعر السلبية عالمنا . ولكن ما من شك في ان العاطفة تبقى عاملا ً اساسيا ً في إنماء الحب .
إنه لخطأ فادح أن يتحول الحب إلى مجرد شعور ، ولكن ما من علاقة تكتب لها الحياة إذا ما خلت من مشاعر حب تدعم إرادة المرء على الحب .