30 نيسان

إن أثمن هدية يمكننا ان نقدمها لأنسان في حياته هي المساهمة في ترسيخ تقديره لنفسه . وهذه المساهمة لا تكون إلا من خلال الحب . ولكن من الأهمية بمكان أن يكون حبنا سبيلا ً إلى تحرير الآخر ، لا إلى تكبيله . علينا أن نسمح دائما ً لمن نحب أن يكون ذاته . الحب يثبت الآخر في " آخريته " ويأبى أن يملك الآخر أو يديره وكأنه لعبة في يديه . يجدر بنا أن نذكر بما قاله فريدريك بارلز " إنك لم تأت إلى العالم لتعيش كما أريدك أن تعيش ولا أنا أتيت لأعيش كما تريدني أنت . فإذا حدث أن تلاقينا وتوافقنا ، ففي ذلك جمال عظيم ولكن إذا لم يحصل ذلك ، فلا حول ولاقوة .
إن للحب والصداقة علاقة عضوية بالتحرر . ومن شأن كل منهما أن يكون مصدر قوة تؤول بالإنسان إلى تحقيق أفضل ما في ذاته بحسب رؤيته هو ومعرفته .
هذا يعني أنني ، عندما أريد لك الأفضل وأحاول أن ألبي ما فيك من حاجة ، لا يسعني إلا أن أحترم حريتك في أن تحس كما تريد وتفكر أيضا ًَ كما تشاء . فإذا ما كانت فرادتك تهمني كما تهمني فرادتي أنا ، وهذا ما يفرضه الحب ، فعلي أن أحترمها بوعي ودقة وعندما أثبتك في ما تريد فهذه علامة احترام مني لشخصيتك وللخصوصية التي في سر إنسانيتك
وعندما أحاول أن أقدم حبي لك ، علي أن أتساءل هل ذلك يحررك في الحقيقة أو هو محاولة لتكبيلك وإدارة حياتك . ومن المفيد أن أطرح على ذاتي الأسئلة المحددة التالية : ما الأهم بالنسبة إلي ّ ، ان تكون أنت راضيا ً عن نفسك أم أن أكون أنا راضيا ً عنك ؟ أن تبلغ الأهداف التي وضعتها لنفسك أم تلك التي أريدك أنا أن تحققها في حياتك ؟

|