15 نيسان

إن كافة نظريات علك النفس الحديثة ، تقول بأن سلوكنا العاطفي رهن بنظرتنا إلى الواقع وفهمنا للحدث الذي نجمت عنه تلك العواطف ، فطريقة فهمنا للواقع نفسها هي جزء لا يتجزأ من عاطفتنا . لأن العواطف في واقعها مزيج من العوامل الفيزيولوجية والعقلية . لذا عندما يتفحص المرء أعماق مشاعره ، فهو في الوقت نفسه يسبر أغوار أفكاره وقناعاته . فالعواطف في جزء منها وليدة إدراكنا الشخصي . الوعي النفسي عندنا يترافق دوما ً مع شعور عاطفي لأننا عندما نكون في حال واعية فإننا لا نتوقف عن التفكير . وقد يصعب علينا تصديق ذلك لأنه غالبا ً تكون ردات فعلنا العاطفية خفيفة إلى حد يصعب علينا وعيها . ولكن إذا ما لجأنا إلى استعمال آلات ناسخة إلكترونية يمكننا أن نسجل ردات فعل عاطفية لا تتوقف . ومثل تلك الآلات تسجل أيضا ً ردات فعل فيزيولوجية لبعض العبارات مثال "ام ، اب ، حب ، حرب ، جنس .. " ما أريد قوله هنا أننا إذا أردنا أن نعي معتقداتنا ورؤيتنا عن كثب ، فمن الضروري أن نكون على بينة من ردات فعلنا العاطفية .
|