9 نيسان

الإنسان الذي يحاول لا أن يتخطى صعوبة ما فحسب ، بل أن يخرج نفسه من واقع حياة تنقصها الجدية ليعتنق ملء الحياة ، عليه أن يقوّم من جديد الرؤية التي تسّير حياته ، إن اعتنقاتنا ملء الحياة هو دائما رهن الرؤية التي نعتنق . ومن لا يعيش ملء الحياة هو إنسان لايرى الأمور على حقيقتها . ولكن التخلي عن رؤية في سبيل اعتناق رؤية أخرى يمر دائما ً ببرهة من الضياع ، باختبار وجيز من الفوضى الذاتية ، ولعل ذلك من ضروريات النمو هل حدث لك أن حاولت عبور ساقية منتقلا ً من صخرة لصخرة ؟ عندا تحط رجلك على أحدى الصخور تشعر بالطمأنينة ، تحس أنك بأمان ، تنعم بنشوة الأمان فلا تتقدم . وعندما تقفز من صخرة إلى صخرة تعيش اختبار التحدي يمتزج فيه الخطر بالخوف فأنت في تلك البرهة تسبح في الهواء لا مرتكز لك البتة . إنه اختبار أشبه بالخشية التي نحسها عندما يلوح لنا في الأرض نور جديد ، فنجد ذواتنا على أهبة القفز من جمودنا نحو رؤية جديدة ونحو حياة متجددة ، فكما أنه من البلاهة أن ننتظر من الطبيب شفاء أمراضنا حالا ً ومن دون أي ازعاج ، فمن الخطأ أيضا ً أن نظن أن النمو الإنساني يحدث فجأة ومن دون عناء . فما من ولوج إلى حياة جديدة من دون ألم .
|