الهوية لا تتجزأ ولا تتوزع مناصفة أو مثالثلة ولا تصنف في خانات محددة ومنفصلة عن بعضها البعض،
وأنا لا أملك هويات متعددة بل هوية واحدة مؤلفة من العناصر التي صنعتها وفقا لجرعات خاصة لا تتطابق بين شخص وآخر ,,وانطلاقا من هذا فإن في داخل كل انسان تلتقي انتماءات متعددة تتصارع فيما بينها وترغمه على القيام بخيارات مؤلمة ولذا لا يجب اغفال ان الهوية ليست ثابتة بل تتحول مع الوقت وتحدث في السلوك البشري تغييرات عميقة
ولكني ارى من الأهمية بمكان ان يدرك كل منا بأن أحكامه ليست بريئة وأنها تساعد على ترسيخ الآراء المسبقة التي تكشفت عبر التاريخ عن فسادها وإجرامها,,وذلك ان نظرتنا هي التي غالبا ما تسجن الاخرين داخل انتماءاتهم الضيقة ونظرتنا كذلك هي التي تحررهم.
هوية الانسان ليست سلسلة من الانتماءات المستقلة وليست رقعا بل رسما على نسيج مشدود ويكفي ان ينتهك انتماء واحد لينفعل الانسان بكل كيانه.
كل جماعة بشرية اذ تشعر ولو قليلا بالمهانة وبوجودها مهددا تنزع لإنتاج القتلة الذين سوف يقترفون ابشع الجرائم وهم مقتنعون انهم محقون ويستحقون البركة الالهية واعجاب اخوانهم الأهم الحؤول دون توافر الظروف الملائمة لخروج الوحش القابع في قرارة أنفسنا,,,
إن المتطرفون من كل المذاهب ينجحون بسهولة بالغة في فرض أنفسهم كمدافعين عن الهوية فذلك لأن المفهوم القبلي للهوية لا يزال سائدا ويشجع هذا التدهور وهو مفهوم متوارث عن النزعات الماضية قد يرفضه الكثيرون لو نظروا إليه عن كثب ولكننا لا نزال نعتنقه بحكم العادة او بسبب افتقارنا الى الخيال او اذعانا منا للامر الواقع مسهمين بذلك عن غير قصد في المآسي التي سوف تحرك اعماقنا غداة وقوعها مشاعر صادقة من الأسى والتأثر بعض الفصائل ترتكب الفظائع بحق شعبها لانها تعرف بأن الرأي العام الدولي سوف يتهم خصومها تلقائيا.
ان الافكار التي سادت عبر التاريخ ليست بالضرورة تلك التي من المفترض ان تسود العصور القادمة فعندما تبرز حقائق جديدة نحن بحاجة الى مراجعة مواقفنا وعاداتنا وفي بعض الاحيان حين تبرز هذه الحقائق بسرعة فائقة تبقى ذهنياتنا متخلفة عنها ونجد انفسنا نكافح النيران بمواد قابلة للاشتعال
ان الاشخاص الحدوديين قادرون على التأثير في مجرى التاريخ وترجيح كفة هذا الاتجاه او ذاك وأولئك الذين يستطيعون ان يضطلعوا اضطلاعا كاملا بتنوعهم يصلحون حلقات وصل بين الجماعات والثقافات المتنوعة ويشكلون لحمة المجتمعات التي يعيشون فيها والذين لن يتمكنوا من الاضطلاع بتنوعهم الخاص سوف يتحولون الى اكثر المجرمين ضراوة وينكلون بأولئك الذين يمثولن ذاك الجزء الذي يحاولون إغفاله من شخصيتهم في مسألة الهجرة يتمثل المفهوم الأول في اعتبار المضيف صفحة بيضاء يمكن لكل واحد ان يسطر عليها ما يحلو له أو أسوأ من ذلك أرضا مشاعا يمكن لأي كان ان يستقر فيها مع اسلحته ومتاعه دون ان يغير شيئا في سلوكه او عاداته ويرى المفهوم الثاني ان البلد المضيف صفحة مكتوبة ومطبوعة أصلا أو أرض قد تحددت نهائيا قوانينها وقيمها ومعتقداتها وسماتها الحضارية والإنسانية وما على المهاجرين سوى الإمتثال وهذين المفهموين عقيمين ومضرين على حد سواء
يتبع
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!
حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!