عرض مشاركة واحدة
قديم 31/08/2005   #1
Anonymous
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Anonymous
Anonymous is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
مشاركات:
1,826

افتراضي العدل أولا ثم الاحسان


قال الله تعالى : ( ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) .

الاسلام دين يراعي كافة مناحي كيان الإنسان - وسائر عناصر وجوده - يولي كل واحدة من العقل والعاطفة نصيبهما المفروض من العناية والرعاية.

فمن العقل ينبعث العدل - ومن العاطفة يتفجر الاحسان - والاسلام يأتي فيأمر {بالعدل والاحسان} معا.

يأمر بالعدل : لكي يحفظ توازن الشعب - فلا يطغى قوى ويهضم ضعيف - ويأكل مقتدر - ويؤكل - مستهان.
يامر بالعدل لانه مقياس النظام الصحيح - والنظام روح الحياة - فدنيا بلا نظام انما هي دنيا بلا روح - وبلا حياة

فبالعدل خلق الإنسان ورزق - وبالعدل بنى كيانه - وتماسك عناصره - وركبت تركيباً - وبالعدل ايضا يجب ان يولد الإنسان بسلام - واطمئنان - لا تتناقض قواه - ولا تتصادم.

ويأمر بالاحسان : لانه - شعلة دافئة. تخفف من وطأة الحياة - وقسوتها - وانبعاث حلو - يمتزج بمر العيش - فيطيبه - ويهنئه - وغنوة حبيبة تجري في اعصاب الكون فتهدئها - وتسكنها-.
يأمر بالاحسان لان الحياة، بدونها أبرد من قلب الخائف وأقتم من لون الرعد واشد - من سريرة القتاد -.
يأمر بالاحسان - لان العاطفة غريزة اصيلة في كيان الإنسان - فالغض عنها - يعني الغض عن اقوى عناصر الحياة - والاحسان - انما هو كهربة عاطفية تنمي الحب - وتزرع الوداد - فيجب ان تلاحظ وتراعى.
ان العقل والعاطفة يجب ان يتعاونا في اسداء حياة سعيدة للإنسان - فيجب اذن - ان يعتبر بالعدل - وليد العقل - والاحسان - وليد - العاطفة جنبا إلى جنب لتحقيق - الهدف الاساسي - للإنسان حياة - هادئة وديعة.
يقول القرآن الكريم: ان الله يأمر بالعدل والاحسان.
ويقول: اعدلوا هو اقرب للتقوى.


وقد يحلو للإنسان ان يظلم استجابة لمصلحة مادية أو عرض دنيا زائلة. ولكن عليه ان يفكر.
اليس في العالم اقوى مني فان كان الظلم جائزاً شائعاً افلا يمكن ان يهضمني هذا القوي. وقد تقول ثم ماذا سوف اظلم الان وانتظر الظلم بدوري. ولكن عليك ان تفكر في انك تعيش في وسط اجتماعي تحتاج إليه اكثر مما يحتاج إليك ويقوى عليك اكثر مما تقوى عليه فلو اصبح الظلم مفهوماً شائعاً وعادة مستمرة اذن لاصابك من ظلم الناس لك اضعاف ما تفعله بهم.

الإحسان فيض سخي ينبع عن كرم النفس البشرية واسمى قمة تبلغها في مسيرة القيم الرفعية.
ان المجتمع الذي يعيش في ظلال الإحسان هو المجتمع المثالي الفاضل الذي لا عهد له بالسجون ولا حاجة له بالمحاكم بل ولا إلى حكومة ونظام.
ومن يحسن إلى الناس بيد واحدة. فانه سوف يكسب ايادياً كثيرة لانه يخلق لنفسه وسطا محسنا. فيحسن إليه في كل شيء.
في نفس الوقت الذي يكسب محبة الناس ويربح ثقتهم ومتى ما وضع فريق من الناس ثقتهم في فرد فهنيئاً له وهنيئاً لهم. وهنيئاً له اذ يذهب بخير الدنيا والاخرة. ويعيش حياة هادئة بلا قلق ولا اضطراب.
وهنيئاً لهم اذ يوجد جمعهم ويتم شملهم. ويصبحون خلية اجتماعية مترابطة متكافلة. لانهم يرجعون جميعا إلى واحد في أعمالهم وآرائهم.
فما اجدر بك ان تحسن إلى المجتمع وانت احوج إليه منه اليك انت عضو من المجتمع فكن عضواً قديراً مباركاً.
وبقدر ما يكسب المحسن في الدنيا من الاجر الجميل. ويجني من الثمرة المباركة يفوز في الاخرة برضوان الله وبجنة عرضها السماوات والارض.
فهذا الرسول يحدثنا بذلك فيأتينا بالعجب العجاب:
{إذا كان يوم القيامة ينادي مناد يسمع آخرهم كما يسمع اولهم فيقول: اين اهل الفضل؟ فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم الملائكة فيقولون ما فضلكم هذا الذي نوديتم به؟ يقولون كنا يجهل علينا في الدنيا ويساء الينا فنعفوا}.
فينادي مناد من الله تعالى: صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب}.
ان اصرار الإنسان على اخذ حقه من الناس اذا لم يكن من اهل الفضل الذي يحفظ له الناس يداً طويلة ومعروفاً مشكوراً.
فان احببت ان تكون سعيداً في حياتك الدنيا والاخرى فكن محسناً، فان الله مع المحسنين.


خلاصة : الله سبحانه وتعالى قدم العدل على الاحسان ليحافظ على حقوق عباده ويحفظ لهم امنهم وكرامتهم .
 
 
Page generated in 0.02672 seconds with 10 queries