( عيد الجلاء .. 17 نيسان - 1946 - 2009 )
يوم مبارك على ارض مباركة
هذه الأرض التي نمشي فوقها تعشقت برائحة الحرية و أنبتت بشراً يرفضون الذل . كان الدم يجري في عروقهم يغلي بحب هذه الأرض . ماتوا لترتوي الأرض الحرة من دمائهم وليبنو سارية العلم المرفرف الخفاق حراً فوق كل ربوع الوطن .
لم يسمعوا يوماً الا نداء الوطن ولم يعرفوا الا صوت الوطن ينادي مع أذان الفجر واجراس الفصح و أغاني الحصادين .
لم تكن لهم كلمة سر في هذه المعجزة التي حصلت الا الوطن .
دحروا الغزاة الطامعين بكل جبروتهم و تعنتهم وظلمهم وتطور اسلحتهم بالارادة وذلك الدم المنادي باسم سوريا الحرة . وذلك الحق الموشوم على جباههم يعطيهم صبراً وايماناً و عزيمة .
في هذا اليوم المبارك أبارك لكل من يتنفس هواء البلاد وينبض قلبه بحبها مزيداً في نبضاته كلما ذكر على مسامعه اسمها .
عيوننا ترحل حزينة الى ذلك الجزء المبتور الأسير تحت السياط وتسمع نداءه يصرخ من الألم . جولاننا الحبيب ان الارض التي تعشقت رائحة الحرية لا يمكن لها ان تنجب الا احراراً . والشعب الذي وحده اسم سوريا فـ صنع المعجزة لا يمكن أن تفرقه اي مسميات اخرى . سنخرج من نفقنا المظلم فـ ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل .
وان نسيت الاضابير على الرفوف لواء اسكندرون سيبقى حياً في قلوبنا .
بكتب اسمك يا بلادي ع الشمس الـ ما بتغيب . لا مالي ولا ولادي على حبك ما في حبيب
كل عام وسوريا بألف خير
كل عام وجيشنا و شعبنا بألف خير
و عقبال احتفالنا فوق الجولان الغالي . فوق تراب اسكندرون . فوق تراب الحرية .

صديقي الله .
لا أحسدك على معرفتك مصير كل منا .
لأنك قد تبكي على مصير حزين بينما صاحبه سهران يضحك.
وتعرف الفرح قبل وقوعه فلا ترى مثلنا لذة المفاجأة.
....