هنا يخطىء شاعرنا بالسؤال يا صديقي العزيز , فنحن لا نكتب الشعر في هذه البقعة من الأرض . فالشعر هو الذي يكتبنا , والفن هو الذي يسكننا , فنحن جزء من هذه اللوحة , لا يمكن أن ينفصل , لكل شيء هناك مكانه ودوره وعبقه وجماله
أما هنا يا صديقي فلا شيء إلا رائحة النفط , حتى المطر حين يعانق الأرض يعانقها كسياف يقطع وردة شامية بسيفه الرهيب , والفرق أنه لا ينشر العطر بل رائحة البترول
السحر بواديهــا تربــــى واخضروا غصـــــون
مفتونة خلقــة ربــــــا والسحــر فنــــــون
ضيعتنا البلبــــل حبــــا ومنها المجنو ن
ولو مهما بعدنا عنها دايماً بالبال
أنا الآن لا أخشى الإله مطلقا. ربما يعود ذلك إلى أنني نفذت تعاليمه. لا أخاف الموت لأنه لا يساوي شيئاً. وكما أنني لا أساوي شيئا بدوري، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذ جاء ذنب مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك