ابصر النور لاول مرة في منتصف ليالي حزيران حين القمر ونور القمر يمتزجان مع المدى المفتوح في سماء ضيعة
عطرها زهور البرية وموسيقاها زقزقة حساسين نسيمها ينحدر من جبل تضيع فيه خصائص الالوان فلا احمر
ولااخضر ولاابيض ولاازرق وانما امتزاج رائع ينقل البصر بين حمرة شقائق النعمان الى خضرة السنديان الى بياض
السحب الى زرقة السماء بلاحدود للالوان
اول رائحة ميزها بعد رائحة امه كانت رائحة امنا الارض في بدايات الشتاء وع هطول اول زخات المطر
كامرأة اطلقت عطرها احتفاءا بقدوم الحبيب واصبحت في اوج الاثارة عند لقاءه وبلغت ذروة نشوتها عنددما حضنته
وسكب فيها كل اشواقه وحبه وحنينه واتحدا فلا مطر ولاارض اصبحا مطر وارض معا في احتفالية رائعة
اعتقد من لم يشارك في هذه الاحتفالية لايعرف ان الارض امه وزوجه ومعشوقته
خطواته الاولى مشاها على ارض لاخطوات فيها طهر نفسه في بياض الثلج رسم اصبع يديه لاول مرة على
ثلج بكر امسك الطهارة بيديه وترك اثار قدميه الصغيرتين ومعموديته الاولى على ارض طاهرة تتجدد كل عام
قضى طفولته الاولى بين حنان الارض وصلابة الصخر واصالة السنديان وعطاء الزيتون
واول احلام مراهقته رسمت في عينيه صورة ليلي عشقها وهام بها وفي ليالي هيامه اتكأ على كتف القمر
رسم وحهها على المدى طبع عينيها على وجه القمر انتظر قدومها مع خيوط الفجر ارسل لها قبلة المساء
مع الوان الغروب
سيدتي
هذا انا ولازلت طفلا




يسعد صباحك ياشام