(جسد المرأة) هو المسرح السياسي لطغيان الرجل وإعلانه الوصاية على كائن متخلف عقلياً لا يعرف ما يستر به نفسه. ويعلل (مالك بن نبي) في كتابه (شروط النهضة) المعركة حول جسد المرأة بالمزيد من تعريتها أو التشدد في تغطيتها إلى الآلية الخفية نفسها من الدافع الجنسي مع أن ظاهر الأمر يوحي بالتناقض بين الفحش والتقوى، لكنه في حقيقته واحد مثل الفيلم الأسود قبل التحميض والملون لاحقاً، لكن اكثر الناس لا يعلمون. إن طغيان الذكر على الأنثى يتبدى في ادعاء الملكية وعدم الاستبشار بمولدها ولو كانت أصح من عشرة ذكور. وإذا بشّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم. وإذا مشى تركها خلفه لخطوات كما رأينا ذلك في العائلات التركية في ألمانيا. وتطل قسمات الدونية في الخجل من ذكر اسمها فهي (الجماعة) أو (العائلة) أو (أم الأولاد) أو (أنت أكبر قدرا) كمن يتعفف من ذكر مكان الخلاء. هي لا اسم لها يتم استلامها بالبريد المسجل من الأب إلى الزوج ومن المهد إلى اللحد.
طائر واحد يكفي لكي لا تسقط السماء
فرج بيرقدار
|