جاهزية .. وماذا بعد؟
دعوة وزير الدفاع السوري مجدداً العسكريين إلى الجاهزية للدفاع عن سورية، ليست حديث مسؤول هوجمت بلاده مرتين على الأقل بطريقة مهينة، الأولى في عين الصاحب من الجو، والثانية في دمشق باغتيال ناشط فلسطيني على الأرض.
خطاب الوزير عام ليس محكوماً بزمن. كان يمكن أن يلقيه قبل عامين، أو خمسة أعوام أو أكثر. وقد يلقي مثله العام القادم، دون أن يشعر السامع بالوقت، لأنه باختصار خارج عامل الزمن. ألم تسمع وزارة الدفاع السورية بالاعتداءات الإسرائيلية؟ أم أن من أعدوا خطاب السيد الوزير يعيشون في عالم آخر؟
حديث الوزير لا يختلف كثيراً عن التعليق الرسمي السوري على اغتيال ناشط فلسطيني في دمشق أخيراً. العدوان الذي لم ينكر القادة الإسرائيليون ضلوع أجهزة استخباراتهم فيه؛ لقي من دمشق رداً "لفظياً قوياً"! جاء فيه إن العدوان إرهاب لا يخدم الاستقرار في المنطقة. ومثله الآن يؤكد وزير الدفاع السوري أن "إسرائيل" صعدت الموقف، وأن "سياسة التهديد والتصعيد لا تجلب إلا المواجهة والحروب". جملٌ وعبارات خبرية لا تعني الكثير، ولا تصدر عادة المسؤولين، وإنما عن المراقبين. أما المسؤولون الرسميون، فأولى بهم أن يطلقوا جملاً فعلية على الأقل، إذا لم يكونوا راغبين في القيام بأفعال، أو قادرين عليها.
وعلى كل حال، فسياسة التهديد والتصعيد الإسرائيلية لن تجلب الحرب والمواجهة، بل يبدو أنها تجلب حتى الآن المزيد من المبادرات السورية للتفاوض. ذلك أن الجيش السوري - بكل أسف - تحول منذ وقت طويل إلى أداة سياسية داخلية استُخدمت غير مرة للوصول إلى السلطة، ثم أُفرغت من قوتها ومضمونها، وتحولت إلى كتلة صدئة من السلاح يعشعش فيها الفساد على مستويات عديدة. لقد أصبح الجيش السوري عاجزاً عن التصدي للمعتدين، و"بطولاته" تظهر فقط حين تندلع اضطرابات داخلية، كما حدث في القامشلي في آذار 2004. أما "بطولات" الجندي السوري في ميادين الشرف والدفاع عن الوطن، فقد أصبحت جزءاً من الذاكرة السورية، المثقلة بالذكريات الطيبة، ولكن المحاصرة بواقعٍ مُزرٍ على كل الجبهات.
رأي أخبار الشرق
أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|