عرض مشاركة واحدة
قديم 29/08/2005   #5
شب و شيخ الشباب الخير للجميع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الخير للجميع
الخير للجميع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
681

افتراضي


الرحمة صفة من صفات الخالق جل وعلا فهو الرحمن الرحيم وهو الذى وسعت رحمته كل شئ وهو الذى سبقت رحمته غضبه . والرحمة من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو الرحمة المهداة وهو الذى قال عنه ربه جل وعلا " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ " وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم مع الناس جميعا نموذجا رفيعا للعطف والرحمة والسماحة الأمر الذى جعل القلوب القاسية تلين وتدخل فى الإسلام عن رغبة واقتناع " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " وكانت الرحمة ديدا للصحابة وطبعهم الذى الفوه من صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم " والرحمة صفة من صفات المؤمنين يجب عليهم أن يتحلوا بها فى جميع تصرفاتهم وفى كل ميدان من ميادين الحياة قال : صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما " لن تؤمنوا حتى ترحموا قالوا : يارسول الله كلنا رحيم . قال: انه ليس برحمة احدكم صاحبه ولكنها رحمة عامة " إن الإسلام يهدف إلى أن تعم الرحمة كل مخلوقات الله تعالى حتى يشيع الأمن والرخاء والاستقرار كل كائن حى وحتى تتحقق الغاية النبيلة من بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التى بينها الحق جل وعلا فى قوله تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين".
إن الإسلام رسالة خير وسلام وعطف لجميع المخلوقات لأنه جزء من الرحمة الإلهية التى أنزلها إلى الأرض لتتراحم الخلائق فيما بينها ففى الحديث الشريف " جعل الله الرحمة مائة جزء وانزل فى الأرض منها جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه " وإذا كان الإسلام دين الرحمة الشاملة لكل الخلائق فإن هناك أصنافا خاصها بالمزيد من هذه الرحمة لضعفها وحاجتها إلى المعونة والمساعدة من هؤلاء اليتيم الذى فقد عائله وحرم العطف والحنان ومن هنا حث الإسلام على العناية به وتعويضه عما فقده فى حياته وجعل كفالته من أعظم القربات فقال صلى الله عليه وسلم " . أنا وكافل اليتيم كهاتين واشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهم ومنهم ذوو الأرحام وهم قرابة الإنسان واحق الناس برعايته بعد والديه وعلى المسلم أن يؤدى لهم حقوقهم المادية والمعنوية بالمودة والصلة وبشاشة الوجه .. وثواب ذلك عند الله عظيم . فعن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل انا الله أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته ومن الأصناف الذين يستحقون الرعاية والعطف الأولاد الصغار الذين هم أمس الناس الى غرس مبادئ الرحمة فيهم وقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أروع أمثلة الحب والرحمة مع هؤلاء الصغار فقد روى أنه صلى الله عليه وسلم قبل الحسن أو الحسين بن على رضى الله عنهم وعنده الأقرع بن حابس فقال : لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتقبلون أبناءكم فقال : لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان لى عشرة من الولد ما قبلت منهم واحدا قط . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أو املك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك . كما أن هناك الضعفاء الذين يحتاجون إلى الرحمة اكثر وأكثر كالمرضى والفقراء وذوى الحاجة وبوجه عام وقد أولاهم الإسلام عنايته الفائقة عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعودنى قال يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت ان عبدى فلانا مرض فلم تعده أما علمت انك لوعدته لوجدتنى عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمنى . قال يارب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين . قال أما علمت انه استطعمك عبدى فلانا فلم تطعمه اما علمت انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى . يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقنى . قال يارب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ، قال استسقاك عبدى فلان ولم تسقه أما علمت انك لو سقيته لوجدت ذلك عندى " .
كما أن من الرحمة ان نحسن معاملة الخدم ، وأن نرفق بهم فيما نكلفهم من أعمال وأن نتجاوز عن هفواتهم ـ كما يجب أن تتعدى الرحمة حتى تشمل الحيوان الأعجم الذى سخره الله لنا .
روى ان رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم . أنى لأرحم الشاة أن اذبحها فقال : ان رحمتها رحمك الله .. " إن الإسلام دين الرحمة الشاملة التى تعم جميع المخلوقات حتى الحيوان . والمسلم دائما فى حاجة إلى رحمة ربه جل وعلا . لكن رحمة الله جل وعلا لا تنزل الا على الرحماء من عباده.



 
 
Page generated in 0.02820 seconds with 10 queries