القبر الجماعي الافتراضي
حذار من رسائل الحب القديمة ،
حذار من دهاليز المومياءات المحفوظة في قلبك
والتي أتقنت تحنيطها بالدمع والكتمان ،
بعضها لوجوهك القديمة العاشقة .
حذار من إعادة قراءة رسائل الحب
التي كتبتها مرة ولم تبعث بها ،
ولم ينتحب لها أحد سواك ،
سطّرتها على الأوراق العتيقة وورق البردي ،
كآثار نزف محتضر ٍ على ثلج الليلة الماضية .
حذار من الذكريات ،
فهي القبر الجماعي لوجوهك وأصواتك وأعمارك وحيواتك .
وحين يغلق الفراق الباب الكبير في وجهك ،
أحفر مثلي كوّة لشعاع شمس ابتسامة ما .
ص 102