عرض مشاركة واحدة
قديم 28/08/2005   #34
Anonymous
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Anonymous
Anonymous is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
مشاركات:
1,826

افتراضي


لماذا المملكة العربية السعودية تمنع غير المسلمين من دخول مكة ..؟

جواب :

1 - قبل كل شئ نود أن نؤكد أن مثل هذه الأسئلة لا تزعجنا على الإطلاق .. بل نتلقاها بكل ارتياح وسرور لأمرين : لأنها تشعرنا ( أولاً ) بصراحة السائل ووضوح نهجه معنا ، ورغبته الجادة في التعرف على مفاهيمنا الدينية وموقفنا ورأينا في مسائل غير واضحة لديه ، ولأنها ( ثانياً ) تعطينا الفرصة لتجلية هذا الأمور وإزالة الملابسات التي تحجب حقيقتها الدينية عن غير المسلمين .

2- ما هي المبررات الدينية التي تلزم السعودية باتخاذ قرارها بمنع غير المسلمين من دخول مكة ..؟

أن قرار المنع بشأن هذه المسألة يقوم على مبررات ونصوص دينية ، ليس للمسلمين بعامة ولا للسعودية بخاصة تجاهها خيار إلا الالتزام والتنفيذ ، فالمنع ليس - كما يتصوره البعض - قراراً سياسياً من القيادة السعودية .. فالقيادة السعودية تجاه مثل هذه المسائل الدينية شأنها شأن كل مسلم ، لا تملك إلا الالتزام بالقواعد الدينية من غير زيادة أو نقصان .. وهذا التوضيح هو المبرر لطلب التعديل في السؤال – إن كان مقبولاً – ليكون البحث والحوار مركزاً حول معرفة المبررات الدينية ومقاصدها وغاياتها ، ومن ثمّ فهم موقف المسلمين منها باعتباره موقفاً دينياً بحتاً ، تمليه ضرورات الإيمان والاعتقاد الديني ، شأنهم في ذلك شأن أهل الأديان الأخرى في موقفهم من مسائل الاعتقاد لديهم .. وليس كما يتوهم البعض أنه موقف بشري تعصبي أو موقف سياسي تمليه مفاهيم خاصة .

1 – إن مكة المكرمة مكان عبادة ، لا يقصدها المسلمون من غير أهلها ولا يدخلها من حيث الأصل إلا للعبادة ، وما يترتب للمسلم مع العبادة من مصالح أو منافع ، إنما هي بسبب ما تتطلبه خدمات هذه العبادة وليست مقصودة لذاتها ، فلولا علة العبادة والتعبد بسبب من وجود بيت الله فيها ، ولولا دعوة الله جلّ شأنه للمسلمين بالحج إليها ، واعتبار الحج فريضة وركناً من أركان الإسلام ، لما طمع أحد من المسلمين بسكنى مكة أو زيارتها ، ولما قامت مكة من حيث الأصل ولما كان لها وجود ، لأنها بكل المعايير المدنية والحضارية لا تمتلك مقومات الوجود الحيوي المادي بالأصل ،فهي بوادي جاف تطوقه جبال عالية جرداء قاسية المراس ، فمبرر وجودها كان دينياً ، وتطورها على مر الزمان كان لحاجات دينية ، وزيارتها والتوجه إليها لمقاصد دينية ، والسكن فيها لأسباب مرتبطة بأمور دينية خالصة ، وهذا كله مؤكد بنصوص دينية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهاهي اليوم من أجمل وأجل مدن العالم بسبب من الحرص الشديد والعناية الخاصة من القيادة السعودية ، التي عملت بجد وبذلت الكثير ولا تزال تعمل وتبذل كل ما بوسعها لتكون هذه المدينة الربانية بالوضع الحضاري ، الذي يليق بقدسيتها ومكانتها في قلوب المسلمين قاطبة.
2 – ولعظمة هذا المكان وعظمة قدسيته ولاعتباراته الدينية ، فقد اختصه الله تعالى بآداب وأحكام ومراسيم محددة ، ورسم له حدودا جغرافية دينية تعبديه ، وفق دوائر جغرافية متعددة تحيط بمكة المكرمة ، لكل دائرة منها أحكامها الشرعية والتعبدية بما يتعلق بمكة ، وهذا ما يمكن تسميته ( (Geo-religious1 أي أن لكل دائرة جغرافية أحكامها الدينية ، على كل مسلم أن يلتزم تلك الأحكام والآداب والقواعد ، وأي مخالفة لذلك يترتب على المسلم بموجبها عقوبات محددة ، مع التوبة إلى الله والاستغفار ، أما الدوائر الجغرافية الدينية لمكة هي :
أ – دائرة المسجد الحرام .
ب – دائرة مكة المكرمة .
ج – دائرة الحدود المحلية للحرم المكي .
د – دائرة الحدود الدولية للحرم المكي .
ه – دائرة ما وراء الحدود الدولية للحرم المكي .
هذه الدوائر الخمسة لكل منها أحكامها الدينية والتعبدية ، التي ينبغي على المسلم التزامها واحترامها وعدم مخالفتها ، وعلى سبيل المثال : إذا رغب مسلم بزيارة مكة فعليه أن يعرف حدود المنطقة التي سينطلق منها لأداء هذه الزيارة ، ومن ثمّ معرفة الأحكام الدينية والشروط المطلوب توفرها لتكون زيارته صحيحة ، فلو كان مثلاً يعيش في دائرة ما وراء الحدود الدولية لمكة ، ورغب في زيارة مكة فعليه إذا وصل الحدود الدولية أن يقوم بالأعمال التالية :
1. يخلع ملابسه العادية .
2. يغتسل ويزيل الشعر من مواضع محددة من بدنه .
3. يلبس لباس الإحرام المعروف .
4. يصلي ركعتين .
5. يعلن قصده من الزيارة أهي للعمرة أم الحج ؟
6. يبدأ- وبصوت مسموع لمن حوله - بترداد النص الشرعي للتلبية وهو ( لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك ) .
وفي حالة المخالفة لهذه الشروط أو لأحدها ، يترتب على المسلم عقوبة بقدر نوع المخالفة ، مع التوبة والاستغفار .
وهذا يعني و بكل وضوح أن مكة المكرمة ليست مدينة مفتوحة على الإطلاق وبدون شروط للمسلم نفسه ، فمن باب أولى ألا تكون مفتوحة على الإطلاق لغير المسلم ، فمن أراد دخولها فلا بد أن يلتزم شروط وأحكام وآداب الدخول إليها ، فقال السائل : لو قمت أنا شخصياً بامتثال وتنفيذ هذه الشروط الستة .. هل بإمكاني دخول مكة ؟ قيل له نعم ولن يستطيع أحد أن يمنعك من دخولها إذا قمت بأداء هذه الشروط الستة ، ونحن لسنا مكلفين أن نتقصى حقيقة ما في قلبك ، فيما إذا عملت بهذه الشروط عن إيمان بها أو بدوافع أخرى ، وذلك لسبب بسيط هو أن المسلمين مأمورون بالتعامل في قضية الإيمان مع ما يعلنه الإنسان بلسانه ويؤديه من أعمال ، أما حقيقة سريرته وما يحيك في صدره فهذا أمر يترك إلى الله تعالى ، فهو سبحانه الذي يحكم على السرائر .
 
 
Page generated in 0.03359 seconds with 10 queries