دمشق هي: ذلك النهر الجبار ' بردى ' الذي يُصر على التمسك بالحياة مستمداً قوته من ماضيه المجيد رغم قسوة الزمن عليه.. و لو استطاع أن يرتوي من حبنا لفاض بالخير و ضج بالحياة.
دمشق هي: ذلك الصيف المتمثل بعائلات الشام البسيطة التي تخرج أيام العطلة إلى الغوطة و مصطبات عين الفيجة , فتراهم كلٌ مشغول بتنفيذ مهمته, فترى النسوة منشغلات بإعداد التبولة, و الرجال يقومون بشي اللحوم, و الأطفال يلعبون , و تسمع من هنا و هناك أصوات طاولة الزهر و الأركيلة, و لا تنسى من أخذ على عاتقه مهمة الغناء و إشاعة الأّلفة بين الحاضرين.. فتراه ممسكاً بالدربكة, و الكل يشاركه في أغاني مثل ' سكابا يا دموع العين ' ' يا طيرة طيري يا حمامة ' ' يا مال الشام' و غيرها من أغاني السيارين الدمشقية. و بعد الطعام يعم الهدوء و تبدأ مباريات لعب ' الشدة ' و الطاولة من ' مغربية 'و ' محبوسة' وفي الليل يعود الجميع إلىبيوتهم بحالة مُغايرة تماماً عن الحالة التي غادروها فيها, فالخمول و التعب يلفهم, فلا يملك أحدهم القوة للغناء أو الكلام ، اللهم سوى تعليقات بايخة ومع ذلك يضحك الجميع
دمشق هي 'قاسيون ' ذلك الجبل الآسروالذي يمنحك صورة ما إن تراها عيناك حتى يطبعها عقلك و يخفق لروعتها قلبك،فما بالك إن تذكرتها وانت تعلم أنك محروم منهادمشق هي عجئة طريق بيروت ووادي بردى في أيام الجمعة...هي ' بلودان ' و ' مورا' و ' أبو زاد ' بضجيج الناس و الأولاد..هي ' بقين' و ' مضايا' و ' الزبداني