مـَا هوَ الهدفُ من الدِينْ . . ؟!
وضعت الحوار على الجـهة المـقابـلة من الخط المستقـيم الذي ينتهجه . . وتخيلت كينونتــي بـلا دين . . وبادرت نفســي بسؤال:- لمَ انا في حاجة الي دين من الأصل ؟! . . وجدتُ نفسـي أجـيب >> لاني لو كنت كاملاً مـَا كــنت تشيعتُ بأي دين من الاديان . . ولأن الكمال سمته الاساسية هو اضفاء التوازن التام علي الكامل مما يتيح له الإلمام الدقيق بالوجود من حوله ومن ثم التقدير الحق لجميع الغيبيات التي ممكن أن تقع وتحدث . . لذا فهو في غنى ٍ تام عن أي عقيدة او فلسفة تقوده . . ثم أستأنفت الحوار :- وهل انا كامل؟! . . ووجدت أن من يجيب علي هذا السؤال بالاثبات فهو أحمق لأنه حينها قادر علي ان يشيد دينا ويحشد طوابقه بمن ابهره ذلك الدين واراد ان يلبسه ،، وقادر ايضا علي ان يقولها بملء فمه انه لا حاجة له الي اي دين . . ولكن من فينا كامل !! . . لذا جاوبت بالنفي وألهمتني نفسي بالنتيجة المنطقية التي يفترض ان يبدأ الحديث من عندها >> بما أني غير كامل إذن انا في حاجة الي ان انتهج دينا معينا لكي اكمل ما بي من نقص ودونية >> أي أن الهدف من الدين هو ان اكمل النقص الذي اعتراني وما زال يحتويني . . وطبقاً للمألوف أن لفظة الدين تعني انه العقيدة او المنهج او الشريعة او الكيفية او الاسلوب الذي يبين لنا الحيثيات التي ترنو بنا الي المبدأ او الغاية او الهدف المرام . . ثم أطرقت تساؤلاتي :- ولكن ما هو هذا الهدف ؟! . . ووجدت الجواب فيما آنفت ذكره >> الهدف هو ما دفعني الي أن اتدين بدين ما -- ان اضحي كاملا -- وسألت السؤال الثالث :- وهل الكمال غايتي؟! . . " الكمال هو غاية كل انسان " . . ومن هنا يجب أن تطفو وتنفذ من الأعماق فقاعة تحاوط زاوية جديدة . . هي ليست زاوية بل هي ركن اساسي من اركان الحديث >> هو من تشيعت بدينه وأثر في الي أن اتبع هذا الدين اي خالق هذا الدين ،، وبما انه تفرد بصفة الخالق فهو الكامل وانا الناقص . . وهو الذي ينص دستوره ويرسي قواعده من اجل ان يصل بي الي غاية الكمال التي أنشدها وابغيها،، وبما أنه خالق وبما اني لبست دينه وسلكت في سبيل المنهاج الذي وضعه . . اذن فغايتنا متماثلةوواجبه كخالق ان يصل بمخلوقه الي أقرب درجات الكمال . . ومهما بلغ بي الحديث لابد في النهاية أن اضرب مثالا لأعظم الخالقين بل لا يجوز مصطلح " مثال " لأنه هو الخالق الوحيد والواجد الوحيد والبارئ الوحيد -- هو الله -- وهنا يجب أن اعيد صياغة الجملة الاخيرة مرة اخري طبقا لتفردية الخالق فتكون . . " وواجبه ان يصل بمخلوقه الي اقرب درجات الكمال الانساني وليس الالهي " . . وأن يهدي مخلوقه الي ان يحاول أن ينأي بنفسه عن كل ما ينقصه ويدينه ويكسبه الاثام والذنوب . . بل ان الخالق يرنو الي هدف هو أجل وأنبل من الكمال الانساني ذاته من اجل المخلوق . . هو نعيم الخلود ولكنه ليس كأي خلود . . بل هو الخلود الابدي في ظل الخالق . .
- -
مـَا هـُوَ الهدفُ مـِن الدِينْ . . ؟!
وإذا سـِرنا في اتجاه مخالف للسابق في الفكرة وليس المضمون . . وبدأنا تلك الوجهة بتساؤل :- هل أنا خالق أم مخلوق ؟! . . بالتأكيد مخلوق . . إذن فخالقني الذي أوجدني له عليَّ واجبات . . فيجب عليَّ تأديتها . . ومن منطلق " مبدأ الحقوق والواجبات " الذي هو الميثاق الرئيسي في كافة التعاملات الحياتية واللب الخالد في كل الوجهات والمبادئ . . فالخالق قد قدم لي أعظم حقوق يمنحها رب لبريته بأنه صورني في أحسن تقويم . . ووهبني من النعم ما لا يستطيع أحد ولو أن يصيغ اضئل الفتات منها . . وها قد حان دوري الان في تأدية واجبي وانتهاج دينه وشريعته . . التماسا لرضاه وتحقيقا للمبدأ المطلق الذي وضعت من خلاله الاطار في العلاقة بين الواجد والموجود . . وقد يتسفسط البعض ويظن أنها عبثية وهمجية ويعتقد أن هذا المبدأ قد قوَّض ذاتهِ وحالهِ لمجردَ دآبة تـُساق إلى كل وأى اتجاه . . ولكن دعني أجيب علي هذا البعض العجيب >> هل الخالق قد يفرض عليك دينا يؤذيك ويودي بك الي الهلاك؟! >> اذا كان قد خلقك في احسن تقويم وأقرَّ لك الكثير من النعم اذن فواجبه عليك من المؤكد انه في صالحك . . فمن المستحيل ان يؤذي الواجد الموجود او يصوغه من اجل ان يستلذ بتعذيبه وهو الذي وهب له ملكة التفكير وكرّمه علي الوجودية باجمعها . . بل ومنَّ عليه بحق التملك . . وحين ملـّكه لم يملكه كنز ولا مال ولا نساء بل انه ملكه الارض باجمعها وسخرها له . . ونري اننا قد وصلنا الي نفس الهدف السابق من الدين لان الخالق في الحالتين واحد بل هو الواحد الاحد . .
- -
هذه وجهة نظري المتواضعة في الجواب علي تساؤلك . . آسف لإطالتي ولكن الموضوع "هرش" كثيرا بذهني فأردت ان ابوح بذلك "الهرش" . .
¦- مــ.ـُـســ.ـْـلــ.ـِـمٌ -=- عــ.َــربــ.ْــيٌ -=- مــ.ـِـصــ.ـْـريٌ -¦
¦- مــ.َــا أعــ.ْــظــ.َــمــ.ُــنــ.ِــيْ -¦
|