العروس المقامة :
انتهى الحلم المزعج وتبددت الظلمة بقيامة الرب ، فتعرفنا عليه وتمتعنا بالأتحاد به ، وصار لنا سمة " قيامته " ، لهذا وقفت الملائكة كأصدقاء العريس القائم من الأموات تترنم ممتدحة العروس القائمة مع عريسها ، قائلين :
" من هذه الصاعدة من البرية ، كأعمدة من دخان ، معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر " ( نش 3 : 6 ) .
إنه حديث روحى رائع فإن العروس وقد التقت بعريسها القائم من الأموات الصاعد إلى سمواته قد أدخلته إلى قلبها ... وكانت الثمرة الطبيعية لهذا العمل أن صعدت به ومعه إلى سمواته ، كقول الرسول بولس : " أقامنا معه وأجلسنا معه فى السموات " . دخوله إلى أعماقها رفعها عن برية هذه الحياة ، فصارت تناجيه : " لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل " فى 1 : 23
لعل هذه الكلمات " من هذه الصاعدة ... ؟ " تصدر عن العريس نفسه الذى يسندها ويشجعها مؤكدا لها أنه يراها صاعدة إلى السموات بالرغم من وجودها الآن على الأرض . إنها وهى بعد فى الجسد صارت كالدخان الحامل رائحة الصلاة الذكية ، فيه نسمات العريس نفسه ، ولعلها كلمات السمائيين الذين تطلعوا إلى البشريين الترابيين وقد انفتح أمامهم باب الفردوس وانطلقوا بالسيد المسيح الساكن فيهم مرتفعين من يوم إلى يوم نحو السمويات ولعلها أيضا كلمات بنات أورشليم هؤلاء اللواتى كن قبلا يعيرون الكنيسة بسوادها كما سبق فرأينا بسبب عدم انتسابها للآباء والأنبياء .... إذ هى من الأمم ، لكنها تظهر الآن خلال اتحادها بالمسيا المخلص جميلة وبهية ، تصعد من مجد إلى مجد ! .
أما مواد عطارة العروس فهى :
المر : لأنها دفنت مع المسيح يسوع الذى كفن بالمر والأطايب ، فإنه إن لم تدفن معه لا تقدر أن تنعم بالحياة الجديدة المقامة والمرتفعة نحو السموات .........
اللبان : فإن رائحة بخور صلواتها تصعد نحو الرب ...... بل تردد مع المرتل : " أما أنا فصلاة .
كل أذرة التاجر : وهى أدوات التجميل التى تشتريها النفس من المسيح نفسه " التاجر " الذى وحده يقدر أن يزين النفس ويجملها عروسا له
----------------------
يتبع 
أدركت أننى سقطت عندما ازادت المسافة بين ركبتى و الأرض
|