الحيـــاة جميلــــــــة .... [ أحياناً ]
كتلك الفتاة الصغيرة , في حكاية آخر جفن يُغمض على وسادةِ الطفولة .. قرأتها يوماً, يُخرجها لؤم زوجة أبيها كي تبحث عن زهرة " لؤلؤة الوادي " في الغابة المفترشة بياضاً .. ليس حباً برائحته الرائعة , بل رغبة شيطانيةً منها في أن لا تعود .. قد تغرقُ لقصرِ أرجُلِها في تلال الثلج ..
مهلاً فهذه الزهرة تستيقظ ربيعاً .. و يا إلهي كم كان بعيداً ..
لجمالية الخيال الطفولي اللامتناهي بياضاً و شفافية .. صدقت أنها و لأنها لم تحملُ في قلبها ضغينة ً على أحد وَجدت أشهر السنة مجتمعة في الغابة حول نار ٍ عملاقة يتدفئون بها .. سألتهم عن مرادها , فأيقنو إنما هي قد أُرسلت قرباناًً على مذبح الظلم ..
أمسكها شاب وسيم يُدعى " أيار " من يدها المتجمدة و طلب منها أن تُغمضَ عينيها , و ما أن فتحهما حتى كانت الغابة تزهو بأزهار لؤلؤة الوادي ..
نعم أحسست نفسي للحظة مثلها ..
فقد أخرجني لتوي لؤم الحياة "
و كم هو أشد " لأبحث عن أزهارٍ وسط َ قارةٍ متجمدة .. يجتاحها زمهرير الغدرِ و الكرهِ . أُزينُ بها طاولة أيامي الصدئة .. و بين خطواتي البائسة .. و تحت معطفِ الحاجة الجارفة للدفء , يعبقُ الوجود بإبتسامة ِوردةٍ صغيرةٍ ,
[ كأمنية ]
[ كحقيقة ] إستيقظت معلنة ً هدنة ً بيني و بين سواد خفق أجنحتي ..
إرتشفتُ رشفة ً من قهوتي .. و تساءلت أهو حقاً الحنينُ إلى الإيمان ِ بأنَ الأحلام هي وحدها التي لا تفارقنا , أم هي حقاً لحظة ٌ تتجلى بكل وضوح ٍ بعيدة ً عن عالم القصص و الخرافات ..
كنيسان ٍ و أيارٍ و حزيران .. كربيع ٍ حالم ٍ على أعتابٍ دمشقية تعثرت بتلك الوردة الصغيرة و في أكثر خطواتي وحدة و إختفاءً عن أبناء جنسي ..
وجوهٌ و تفاصيل .. روائحٌ و أصوات .. تراتيلٌ و صلوات تملئ ُ فنجاني بزوبعة ٍ من الفوضى .. إلا هي إبتعدت عن كل هذا , و أمسكتني من يدي , و خرجنا ,
>>يا إلهـــي كيف يستطيع الهواء أن يكون نقياً للحظات ! <<
و لكن كيف أحدثها كما أحدث فنجاني ؟
و ما اللذي أستطيع البوح به , و ما اللذي تستطيع فهمه , صغيرة هيي كما هي المسافة الآن بيني و بين دمعتي .. و كبيرة هيي بحجم الأمل اللذي وهبتني إياه بدون مقابل .. !
أخاف عليها فبدوراني المجنون حول نفسي , قد أبتر وريقاتها الفتية ..
كم أؤمن أن الله وحده لا يفارقني كما الأحلام .. كلما قرع إنذار الخطرعالياً في مملكة الغيم أنَ الغرقَ وشيك .. يُجنّدُ أرواحاً تنبتُ تحت قلوبنا , و فوق أحلامنا .. لننهي بضحكاتهم آخر رشفة ..
فـ شكراً لهبة ِ السماء تلك ..
`*

* `