التعدد..فطري ام مكتسب؟
يقول البعض إن التعدد -خاصة بالنسبة للرجال- فطري، وإنه ظاهرة قديمة قِدم الإنسان وحتى الحيوان، ويستدلون على ذلك بشيوعه في الطيور والحيوانات، وشيوعه في المجتمعات البدائية واستمرار شيوعه في المجتمعات الحديثة، وما يختلف هو شكل التعبير عنه فقط، فبعض المجتمعات تمارسه بشكل بدائي مفتوح، وبعضها تقننه، وبعضها تمارسه في صور محورة.
ويرى كنزي -وهو من أشهر الباحثين في السلوك الجنسي وصاحب كتاب السلوك الجنسي عند الذكر والأنثى في الإنسان- أن الطبيعة التعددية هي الأصل ، وربما كان ذلك مرده إلى عناصر الوراثة، ففي جنس كل الثدييات نجد أن الذكر يواقع عددًا كبيرًا من الإناث، ولعل هذا هو السبب في أن المجتمعات تبيح تعدد الزوجات وتتغاضى عن سلوك الرجل الذي يحب أو يتعلق بأخرى، خلاف زوجته، ولكنها تستهجن سلوك المرأة التي تكون لها بغير زوجها علاقات جنسية غير مشروعة، وربما لم يفعل التشريع سوى أنه قنن الفطرة (الموسوعة النفسية الجنسية، عبد المنعم الحفني 1992، مكتبة مدبولي، القاهرة).
وهناك من يرى -خاصة أنصار التساوي، وليس المساواة بين الرجل والمرأة- بأن التعددية ميل موجود لدى الذكور والإناث على السواء، وأن الأعراف الاجتماعية الذكورية هي التي تروج لتعددية الرجل دون المرأة لإعطائه مزايا التعدد وحرمان المرأة منها
والبعض الآخر يقول إنه مكتسب ويستندون إلى أن سلوك غالبية البشر يميل إلى أحادية الشريك، وبالتالي تصبح الأحادية هي الأصل، ويظهر التعدد كاستثناء تدفعه الضرورة؛ كمرض الشريك أو فتور المشاعر تجاهه أو نقص في أحد صفاته أو طمع زائد لدى المعدد.
// وأنّ حضورك في دمي مسكُ الختام //
|