قصيدة غاية في الجمال لغياث الجندي
لا احب دمشق ولو فيروز غنت
لأن الصيف لم يعد
ولم يبتهج الدرب
ولا الطير المشرد
زار عشه
لم يسأل الحب عن أي زمن مباح
ففي الشام مات الهوى
وفي الشام
مات تاريخ الملاحم
ونحرت رماحها
قلوب ياسمينها
وعلى جبل شيخها
نصبوا تمثالا لهزائمها
وقصائدا لإسطورة انتصارها
لا أحب دمشق
لا القهر المتجمع على خديها
ولا يباس غوطتها
لا شوارعها الملدوغة بتاريخ مقيت
ولا مخبريها
لا أحب دمشق
ولا أشتاق لرؤيتها
عاصمة للخراب وللسجون
لا أحب فيروز تغني لها
لا أحب دمشق
ولو فيروز غنتها
طائر واحد يكفي لكي لا تسقط السماء
فرج بيرقدار
|