إيـجـــــو ...
إنه "الأنا" التي في داخلنا .. تلك الـ "أنا" التي تتحكم بجسمنا، وعقلنا، وعواطفنا .. إنه حقيقتنا ..
الايجو هو هويتنا .. شخصيتنا التي يصقلها تاريخها،
هو نحن بما نحن عليه .. الأشياء التي نحبها والتي لا نحبها ، التي تعجبنا والتي لا تعجبنا وتلك الأشياء التي نتصنعها ..
لكنه غالبا ما ينغّص علينا سلامنا الداخلي ليخبرنا بأن الأمور لا يجب أن تكون على ما هي عليه،
يغطي وعينا ويقوم بفلترة وتصفية مشاعرنا وأفعالنا .. يجعلنا ننظر للأشياء من خلف قناعه أو من خلال نظارات تعرضت للرش بـألوانة .. وبذلك لا يمكننا أن نرى الأشياء على حقيقتها ..
ولأن كل إيجو تشكل بطرق وأحداث مختلفة، فهذا يعني أننا لن نرى الأشياء بنفس الطريقة التي يراها بها الآخرون .. لهذا السبب يمكن لشخصين مختلفين أن ينظرا الى الحذث نفسه ويقوما بتفسيره تفسيرين مختلفان تماماً .. وهو السبب الذي يجعل شخص معين لا يتأثر نهائياً بحدث ما، بينما يقع الآخر في الكآبة بسبب الحدث نفسه ..
اذا راقبنا طفلة مع دميتها الجديدة .. انها ستبكي اذا ما اخذنا منها دميتها وستفعل أي شيء لتسترجعها .. ولكنها اذا حصلت بعد ايام على دمية جديدة أخرى .. فإنها لن تبالي أبداً لما حل بدميتها السابقة ..
كيف هذا؟ وما الفرق؟
لقد كانت الدمية الأولى جزءاً من إيجو تلك الطفلة، لقد كانت "لها" "دميتها" .. وعندما أخذت الدمية منها، فإن الإيجو هو من سبب لها الألم والخسارة وليست الخسارة خسارة الدمية نفسها، بدليل عدم مبالاتها بالدمية الأولى بعد حصولها على الثانية ..
وال "أنا" ذاته هو من يدفع شخصاً ما للإعتذار عن خطأ بحق أحدهم،
وهو بنفسه الذي يمنع شخصاً آخر من الإعتذار أو حتى الإعتراف بالخطأ خوفا من أن يُمس ال"أنا" لديه .. عندها يقوم ذاك الشخص بالتصرف بإستعلاء وإنكار الخطأ بالرغم من كونة على يقين من خطأه .. فإذا أنبه ضميره الصاحي يتغاضى عن الموضوع وكأن شيئاً لم يكن ..
لا يهم كيف ومن .. المهم بأن لا ينزل ذاك الإيجو من سمائه ويعتذر ..
ما رأيكم بالـ إيجو ؟؟
إذا نظرنا لأنفسنا بعيون خارجية .. محايدة .. وليس بعيون أنفسنا وبعيون الـ إيجو ،
برأيكم سنستطيع عندها الموازنة؟ سنستطيع أن نرجح كفة المنطق في ميزان ال إيجو؟
كيف لنا أن نتحكم بأنفسنا .. أن نحد من سيطرة ال إيجو التامة على افعالنا .. ؟؟
|