إنذار
لأنني شديدة الوله بنفسي
و لأنني لا أرى إلاَّي
(أو لأنك هكذا رأيتني)
كان من واجبي أن أكون عند "سوء ظنك" و لأني أحتاج إلى من يرفعني من جديد
إلى قاعدة الآلهة.. و يبتهل إلي..
(أو هكذا أنت اعتقدت)
كنتُ تلك الإلهة.. و تركتك تفعل!
مريضة بالغرور؟
دعني أشرح لك..
بل مريضة بمن مرّ بي..
كهولاكو.. مقتحما تاريخي
من أوعر أبوابه..
(وأكثرها مواجع)
بمن دمَّر قواعدي و ارتقاني سلَّما..
يتخطى به أحزانه..
فقد كنت حينها.. سعيدة
بأن أكون له الطريق..
و أفتحُ معابري لكل بائس
سُدَّت في وجهه المعابر
فاعذرني إن وضعت الآن أسلاكا على بابي
حتى لا تعبُرَني..و اعذرني
إن تشرنقتُ حتى اختنقت..
كمن يموت اشتياقا إلى الشمس..
لكي لا يموت احتراقا بوهج العشق
لكن ها قد أيقنت بأن علي أن أبحث
عن طريق لي.. عن سلَّم أرتقيه
عن معبر.. أراني في آخره
قد اجتزت جميع الفواجع..
فتمهَّل علي..
أمهلني رويدا..
فأنا الآن في أوج قسوتي
والقابض علي..
كالقابض على الجمر..
فانتظر إلى أن أصير رمادا
كي لا يطالك دماري
أيها المتشوق إلى حتفه
كمن يلقي بتفسه
في شباك "أرملة سوداء"
لكي تفترسه فور استنزافه!
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
|