نموذج لنصوص القاص سمير مرتضى القصصية القصيرة جداً :
((المنحوس))
ذات صباح .. قررت أن أكتب وصيتي ..كانت بضعة أسطر لا أكثر ..
أقول فيها أنني عشت منحوسا و سأموت منحوسا..
أودعت وصيتي لدى قريب أثق به ..
في المساء جاء من ينعى إليّ قريبي هذا ..!!
((المفلس))
خرج المارد من القمقم ومنحني مليون دينار واشترط عليّ أن أنفقها خلال ساعة واحدة فقط ..
من شدة فرحي لم أستطع أن أنفق شيئا من المبلغ..
فقد قضيت الساعة في عد النقود ..
((أزمة))
ذات صيف .. داهمته أزمة قلبية .. هرع إليه الجميع .. التفوا حوله فأنقذوه ..
ذات شتاء .. داهمته أزمة مادية .. تركوه وحيدا .. فمات
((مكتبة أبي))
جمعنا أبي أنا وإخوتي وهو على فراش الموت وقال لنا: مكتبتي.. قضيت عمري وأنا أجمع كتبها.. احرصوا عليها. مات أبي.. ووفاءً لوصيته (حرصنا) على بيع مكتبته بثمن باهظ.. رحمك الله يا أبي.. أطعمتنا حياً وميتاً!!
((براءة))
عندما مشيت خلف جنازة والدي وأنا صغير وجدت صبية الحي يمشون معي، وعند مراسم الدفن اقترب مني أحدهم وهو يحمل الكرة بين يديه.. قال لي: بسرعة.. سيحل الظلام بعد قليل. قلت له: الأمر ليس بيدي.. اذهبوا وسأحاول أن آتيكم مع بداية الشوط الثاني..!!
((قبر جدي))
ظل أبي لسنوات عديدة يصطحبني إلى مقبرة البلدة ثم يقف أمام أحد القبور ويهمس لي بصمت وخشوع : " هذا قبر جدك .. "مات أبي .. وأنستني الأيام مكان قبره .. فصرت أصحب إبني إلى المقبرة وأهمس له أمام أقرب قبر : هذا قبر جدك .. !!
((حفلة تنكرية))
كانت حفلة تنكرية .. لهذا جاء كل واحد منهم وهو يرتدي وجه ملاك ..!!
((بهلوان))
لم يعد يزعجني أن أقف أمام المرآة ولا أرى وجهي .. لم يعد يؤلمني أن أمشي بين الناس ولا يلتفت أحد إليّ ..
ما أسعدني بهذه المساحيق .. وما أجملني بهذه الأقنعة .. وما أروعني بهذا البلهلوان داخلي ..!!
يتبع..