أهلاً بك يا نجم من جديد... يبدو أنّي لم أسمِّ الأشياء بأسمائها فضاعت الفكرة التي أردتُ إيصالها! أنا لم أتحدّث عن المعتقدات والأديان والأفكار بشكلٍ عامّ... كنتُ أعني الإسلامَ لكنّي لم أسمّه باسمه تحاشياً سوء الفهم! والآن أراني مُضطراً إلى إيضاحٍ من نوعٍ آخر: النصّ يا صديقي ينتمي إلى عالم التصوّف الإسلامي، وأعني به ذاك التصوّف الذي نشأ في حضن الإسلام دون النّظر إلى منابعه أو مصادره. لكنّه ومع ذلك لا يُحاكي الإسلام في عقيدته بل في أشكاله الصوريّة المُستمدّة من كتابه القرآن الكريم أحياناً ومن التقليد الذي يشمل الحديث والفقه والكلام والتاريخ... إلخ! وهذا التناقض بين الشّكل والجوهر كان بيت القصيد في ردّي إليك! فأمّا تسمية الهرطقة التي ذكرتُها فأردتُ منها عالم التصوّف الذي رذله الإسلام بأشكاله الأخرى، وخاصّة في شكله الأورثوذوكسيّ المتعارف عليه منذ حقبة السور المدنيّة وعالم التشريع وحتّى اليوم! ولذلك جئتُك بتلك الكلمات المختصرة التي قلّت فدلّت، لكنّها، ويا للأسف، لم تصلْ مرادَها! فأمّا إن سألتني عن رأيي الشخصيّ في هذا، فأقولُ لكَ: لا أحبّ إليّ ولا أعظم عندي من تعاليم المحبّة التي يعجّ بها التصوّف الإسلامي وغير الإسلامي، ومع ذلك علينا أن نحذرَ من بعض الانحرافات التي تبعدنا عن الواقعيّة وتوقعنا في عالمٍ تجريديّ لا يقارب واقعنا وحياتنا وأخلاقنا إلا في الشّكل والنّظر. تحيّتي إليكَ يا صديقي، وشكري إليك لأنّك أفسحتَ لي المجالَ لأقول هذه الكلمتين.
Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
|