لم ألحظك و أنت تتسلل إلى أمتعتي
و تسكن بين خصلات شعري ..
تأكل من أطياب بساتيني
و تشرب من فيض دموعي ...
لم أكن أعلم أنك تتنزه كل صباح على كتفي
و تتأرجح فوق شالي الصوفيّ ..
و أنك تسهر ليلاً مع قناديل عيوني
تتدثّر بأهدابي و تفترش جفوني
لعلَّكِ علمتِ الآن أنه.. ذلك المتسلِّل بين المسام و الأحلام.. لا يحتاج لأبواب.. كي يستقرَّ عميقا فينا..
و لا يحتاج لشواهد ليثبت شرعية حضوره.. بين الجفن و الهدب.. حيث لا لغة إلا لغة تفاصيله..
و لا سلطة إلا سلطة بركانه..
و هل يُعقَل أن يلجأ البركان إلى القضاء.. لكي يتفجَّر؟ 
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
|