نعم إن دور فضح فكر جماعات الإرهاب لا زال غائبا فمنذ الثورة الخمينية لم يتحرك أحد في هذا الاتجاه ... إن غياب الفكر التنويري أو إقصائه أو استئصاله من قبل الحكومات الإسلامية والسكوت على الجرائم التي ارتكبت في حق التنويريين من قبل العالم الغربي أستمر فترة طويلة ومعالجته تحتاج إلى فترة أطول ...فهل أنتم فاعلون ؟؟
صرخـةالعقـل الضميـر
بعد استرجاعي لكل هذه القصص وغيرها الكثير والكثير سكن بعض ما في نفسي من جزع وعرفت أن بقية البشر بخير إلا المتغنين والدارسين والمفتخرين بهذه القصص واعتبارها المقدس ؛ وعرفت لماذا فعل الإرهابيون ما فعلوا في الفلوجة ومهما حاول القابضون على مساحيق التجميل لزخرفة الإسلام فقرآن النبي وأحاديثه وتاريخه وتاريخ الصحابة والتابعين والمسلمين المعاصرين تسقط مساحيق التجميل من أيديهم.
بعد الثورة الهائلة في الاتصالات والمواصلات ضاق الفارق في المسافات واصبح العالم قرية صغيرة وبعد أن تفشت الحروب والمجاعات والصعوبات الاقتصادية وتخلفت الدول الإسلامية والعربية في مجالات حرية الرأي والعقيدة وانتهاك حقوق الإنسان بصورة بشعة مما دفع الكثير من المسلمين بالهجرة إلى بلاد الغرب مما أصبح يهدد كثير من دول العالم الغربي بنشوء مجتمعات إسلامية داخلها لها تقاليد وعادات تستند إلى الشريعة الإسلامية مما جعل الكثير من الدول تجد صعوبة بالغة في دمج المهاجرين المسلمين في مجتمعاتهم الجديدة بل اصبحوا ثقلا على بلاد المهجر وكلما استيقظ الإسلام وتعاليمه بين المسلمين في بلاد الغرب كلما ازداد سماع أصوات التفجيرات وكلما ازدادت شحنات الكراهية داخل المسلمين لتلك المجتمعات التي هاجروا إليها.
نعم إن تلك القصص والروايات التي تمجد حرق البشر أحياء والقتل والتمثيل بالجثث وأجساد الأسرى تزرعها في نفوس المسلمين الكراهية والعنف.
هل بعد هذا نتساءل من أين للإرهابيين والمجاهدين المسلمين في الفلوجة هذا الكم من العنف والحقد والكراهية !!
نعم إن قلوبا وعقولا درست وقرأت وتغنت بكل هذه القصص وتمجدها وتسير على خطى أصحابها باعتبارهم القدوة والمثل واعتبار هذه الأحاديث والقصص أنها المقدس لا تزهر ولا تثمر إلا الكراهية والحقد والعنف الذي رأيناه في سلوكيات الإرهابيين في الفلوجة عندما كانوا يرقصون على أجساد الأمريكان بعد حرقها. أو هؤلاء الذين قتلوا أسراهم بطرق بشعة جعلت كثير من القنوات الإسلامية كقناة الجزيرة تخجل أن تعرضها لبشاعتها ولا يخجل الشيوخ في تلك القنوات من تمجيد النبي وأصحابه ومن سار على خطواتهم وسلك دربهم في القتل والتمثيل بأجساد الضحايا !!
نعم أن مناهج التعليم في الدول الإسلامية التي تزخر بكل هذه القصص لا تنتج إلا أفراد يملأ قلوبها الكراهية فالذي يعرف الكره لا يجد للحب طعما والذي يعرف الحب لا يمكن له أن يكره ومن هنا لو لم يجد المسلم عدوا له من ديانة أخرى خلق له من المسلمين الآخرين أعداء له فالتاريخ الإسلامي يسجل لنا بحورا من الدماء جرت بين المسلمين أنفسهم !! بل وتمثيلا بأجساد أكثر الناس قربا من النبي !! فالمسلمون قطعوا رأسه الحسين حفيد محمد وحبيبه ومثلوا بها كما مثل محمد برؤوس أعدائه وكذلك قتلوا عثمان خليفة النبي وكاتب القرآن الذي لولاه ما كان للمسلمين كتابا ؛ قتلوه وكسروا ضلوعه ومثلوا به ورفضوا دفنه في مقابر المسلمين بل دفنوه في مقابر اليهود ....
استخدم الخميني الشيعي المذهب الخطاب العاطفي في إسقاط الشاه في إيران ...
نعم نجح في إسقاطه وتبعه سقوط المجتمع كله في براثن الملالي وسقطت نظرية الغرب الذي وثق في نفسه بأنه قادر على احتواء الثورة الإيرانية وحصد الغرب نتائج مرة بل والمنطقة كلها وتنكر الخميني لمبادئ فرنسا التي احتضنته ...
وجاء دور السنة باستخدام نفس الخطاب العاطفي وبصورة أوسع وبمساعدة الحكومات العربية والإسلامية تارة بحجة خصوصيات المجتمعات العربية والإسلامية وكأن الحرية والعدالة والمساواة أمراض لا يجب أن تصيب تلك المجتمعات .. وتارة بالتغاضي عن جرائم تلك الجماعات خوفا على كراسي الحكام والحكومات ...
إن عدم معاقبة مرتكبي الجرائم من الإسلاميين في الدول العربية والإسلامية ساعد كثيرا على انتشارها وتغولها .... بل أن الغرب بتساهله وتسامحه واحتضانه لتلك الجماعات بحجة حقوق الإنسان يعرض نفسه للدغات هذه الجماعات ويصيب مجتمعاته بأمراض كان يظن انه شفى منها ...
أن تغاضي الغرب عن جرائم كثير من الجماعات الإسلامية وانتهاك الحكومات الإسلامية لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان وحرية العقيدة لأجل حصوله على المصالح الاقتصادية ساعد على تفشي الإرهاب والإرهابيين حتى في بلاد الغرب نفسها .... نعم الإرهابيين موجودين في بلاد الغرب وحجمهم يحمل مفاجأة اشد هولا من تلك المفاجأة التي أذهلتا في سبتمبر ...
أن سكوت الغرب على جرائم قتل وإقصاء العلمانيين والتنويريين أو الذين ينتقدون التاريخ الإسلامي أو حتى القران جعل كثيرين منهم يفضلون الصمت ...
إن الخطاب العاطفي الذي يستخدمه الشيوخ في الجوامع والمدرسين في المدارس والجامعات الإسلامية أخاف أن تصل في النهاية إلى مرض لا شفاء منه يضرب تلك المجتمعات فلا ينتج إلا عنفا وقتلا وتدمير لا لنفسها فقط بل ولمن حولها أيضا ...
إن تقارب المسافات بالصورة المذهلة يلقي على الدول المتحضرة دورا مهما في رقابة ثقافة الآخر خوفا من تصادم الثقافات أو الحضارات التي لا يصدر عن تصادمها إلا دمارا أما تركها فسيصدر دمارا أكبر ربما يهدد البشرية بضياع كل مكتسباتها ...
أن فشل المشروع الأمريكي في العراق يعني كارثة عالمية فستقع المنطقة بأكملها في يد الإرهابيين مما سيكون له عواقب وخيمة لا في المنطقة الإسلامية والعربية بل وفي بلاد الغرب نفسها ..
نعم إن انسحاب القوات الأمريكية والفرنسية من لبنان أدي إلى كارثة ... نرى أثرها في مقتدى الصدر الذي يقول أنه الجناح العسكري لحزب الله .... ولا أريد الخوض في التفاصيل لكنها مجرد صرخة تذكرة ...
قال الأستاذ مصطفى جحا في كتابه محنة العقل في الإسلام :
أليس بقاؤنا في سلام من دون الله ومحمد أفضل من الحرب في سبيل الله ومحمد؟
قتلوه لأنه دعا إلى السلام والمحبة ...
متى نغير مفردات مناهجنا وخطب شيوخنا وسلوكيات حكوماتنا ... وبدلا من العنف والقتل والقهر والتباهي والتمجيد والافتخار بالقتل والتنكيل بالآخر فنبدلها بالسلام والمحبة والحوار وحرية الرأي والدين واحترام الآخر والمساواة والعدالة ...
مازلت أعاني من أثار الصدمة ولا أعرف كيف أتخلص منها ؛ هل جيراني المسلمين لهم كتب غير تلك التي كتبت منها هذه القصص التي تمجد العنف والقتل والحرق وتعتبره المقدس ... فالجهاد ضد غير المسلمين فرد عين (لا إسلام بدونه) ... ماذا أتوقع منهم وأنتظر ؟؟
أخيرا ها هي صرختي في وجه الجميع أقولها إن الكراهية أكثر فتكا من كل الأسلحة فماذا نحن فاعلون ؟؟ كيف الحوار بين السيف والكلمة ؟؟ كيف تتحاور بالكلمات مع من لا يعرف يتحاور إلا بالطلقات؟. كيف نفرق بين من يؤمن بالحرية والديمقراطية ويسعى على ازدهارهما وبين من يستخدم الحرية والديمقراطية للقضاء عليهما ؟؟
jesus i trust in u
فإذا يأس الإنسان من الله ...سقط في بحر الإلحاد
و إذا يأس الإنسان من الناس ..سقط في بحر العداوة و البغضة..
و إذا يأس الإنسان من نفسه ..انتهت المعركة بالاستسلام
|