" و يُخيم على اللوحة صوت أم كلثوم يصدح. فكما صباحات دمشق فيروزية, فلياليها كلثومية من الطراز الأول.
و عندما يغمرنا الله بكرمه, تكتسي دمشق بالثوب الابيض الثلجي, و هنا لك أن تتخيل إذا خرجت من بيتك, ما الذي سيجري لك, حيث ستتعرض و أنت ماشي بأمان الله , بكرات الثلج تنهمر عليك من حيث تدري و من حيث لا تدري, و حينها لن تجد سبيلاً أمامك إلا أن تسرق كمشة ثلج من سطح أقرب سيارة, و ترمي بها من تقابله.. متخلياً عن وقارك ووزانك و تضحك كما الكل يضحك.
دمشق هي: ذلك النهر الجبار " بردى " الذي يُصر على التمسك بالحياة مستمداً قوته من ماضيه المجيد رغم قسوة الزمن عليه.. و هو لو استطاع أن يرتوي من حبنا, لفاض بالخير و ضج بالحياة.
دمشق هي: ذلك الصيف المتمثل بعائلات الشام البسيطة التي تخرج أيام العطلة إلى الغوطة و مصطبات عين الفيجة , فتراهم كلٌ مشغول بتنفيذ مهمته, فترى النسوة منشغلات بإعداد التبولة, و الرجال يقومون بشي اللحوم, و الأطفال يلعبون , و تسمع من هنا و هناك أصوات طاولة الزهر و الأركيلة, و لا تنسى من أخذ على عاتقه مهمة الغناء و إشاعة الأفـّلة بين الحاضرين.. فتراه ممسكاً بالدربكة, و الكل يشاركه في أغاني مثل " سكابا يا دموع العين " " يا طيرة طيري يا حمامة " " يا مال الشام" و غيرها من أغاني السيارين الدمشقية.
تعا تا نتخبى من درب الأعمار ..
و اذا هن كبروا نحنا بقينا صغار ....
و سألونا وين كنتو ..؟؟
و ليش ما كبرتو انتوا ؟؟
بنقلن نسيناااا .. !!