أن تتركي الكلامَ قصداً دون تشكيل فهذا يعني أنّك تبحثينَ عن تأويلٍ خاطئ لتوقعين بهِ ضاحكةً، ولو أردتِ فعلاً البيان لما تركتِ شيئاً دون بيان!!! في جميع الأحوالِ عُدتِ لتلقين عليَّ، من جديد، تلك الدّروس التي مللناها، وتلك القواعد التي تملأ كتبَ العربيّة ونحوها وصرفها... إلخ. وأنا أردتُ أن أجذبَك نحو تحليلٍ عقلانيٍّ بعيد عن كلّ مكتوب جامد! لكنّك رفضتِ متذرّعةً بكتابِك الراقي... وعودة من جديد تحملني على أن أخبرَك أنَّ النون الساكنة لفظاً لا خطاً لن تبقيك بعيداً عن وقوع الألف بعدها ساكنةً، وهذا خطأ مبين!!! إذ يكفي وقوع التنوين على الحرف لينفي حاجة الألف التي وضعت لهذا الغرض. ولهذا السبب فهي أحقّ من سابقها بالتنوين، وإن تذرّعتِ بالحجّة العروضيّة فالأولى بكِ وبفقهاء العربيّة حذف الألف لعدم الحاجة إليها بعد، وإلا صار فينا ما يبعثُ على السّخرية من غباء حذف القاعدة وإبقاء توابعها، وهذا لعمري أبشعُ من جمود العربيّة ذاته!!! فأمّا عن الأخطاء الإملائيّة أو النحويّة إن وجدت فلا حاجة إلى البحث عنها في أثناء الحوار، فجوهره أثمن من إضاعته بين هذا وذاك! وأنا لا أفعلُ ذلك إلا عندَ الضّرورة التي تدفعني إلى قراءة خواطر الأصدقاء وأفكارهم النثريّة بعيونٍ أصفى وأسلم! أتركك بسلام.