عرض مشاركة واحدة
قديم 23/08/2005   #150
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


لا حدا ينق :P :P :P :P :P :P


و تكرم عيونكم و عذراً ع الاخطاء بسبب السرعة






لم يزعجني وجود زوجة بدر في مكتب الوزير فقد كانت تذهب أليه بشكل منتظم و لا بأس في مرة أخيرة . و قد سعدت بخروجها الباكي الذي سيمهد لخروج أكثر مأساوية و حرجا .بات بدر يتردد على مكتبي أكثر من السابق و لم يعد حضورة مغلف بالحذر و الريبة كما كان و خاصة بعد ان بدأ اللغط يكثر في ردهات الوزارة حول التعديل الوزراري المرتقب و كان الجميع يطلق نظراته عند كل ظهور لوزيرنا البغل ليتأكد بأنه يتحسس "مذبحه" أم لا.و ربما بدا واضحا أن وزيرنا يتوجس شيئا وقد بدأ يختفي في مكتبه طوال النهار و لا يستقبل أحدا و كانت حركته من باب المصعد الى باب مكتبه سريعة حذرة و كأنه لصا يخاف عيون الشرطة.حاولت مرارا أن أدخل عليه و في كل مرة كان يزداد أقتضابا و أختصارا و بدا أقل أهتماما بشؤؤن الوزارة ثم وصل به الأمر أن يحول كل بريد الوزراة الى مكاتب معاونية.ترافقت كل هذه التطورات مع حملات أعلانية غير مسبوقه في صحف الحكومة تتحدث عن تجاوزات و أستغلال المناصب و ظهر على شاشة التلفزيون الرسمي أعضاء في مجلس الشعب وقد أنتفخت أوداجهم من شدة الوطنية و أحمرت آذانهم غيرة على المال العام. و مر أسم وزيرنا كثيرا في معرض هذه الحملات . و مع كل سلوك أنطوائي كان يقوم به الوزير كان ثمة مقال في جريدة .أطرف ما في الأمر جاء في النهاية فقد ورد رسم كاريكاتيري في الصفحة الأخيرة لإحدى الجرائد يصور وزيرنا و قد ارتدى لباس الفلاحين و هو يزرع الأشجار على سطح المريخ و تحت الرسم تعليق يقول بعد استنبات التفاح في الصحارى لم يبقى إلا المريخ.بعد هذا التعليق أختفى الوزير تماما.

قابلت أبو مكنى عدة مرات و صارحني بشكل مباشر بأن اسمي مطروح بقوه لمنصب الوزير و ربما ستطلبني جهات رئاسية أو أمنية و علي أن أكون جاهزا.لم أنتظر كثيرا طلبت الى مكتب رئيس الوزراء لمقابلته شخصيا و ذهبت في الموعد المحدد بالغت في هندامي و دحشت في رأسي كل ما يتعلق بالوزراة من أرقام و ثوابت "الميزانية السنوية عدد الموظفين,عدد المديريات,البلدان التي لدينا معاهدات تخص الوزارة و تواريخ بداية و نهاية هذه المعاهدات....و أرقام أخرى كثيرة".

ليس في مكتب رئيس الوزراء سيدة واحدة جميع من قابلتهم رجالا ابتداءا من الحراس و أنتهاءا بالسكرتير الشخصي, كان المكان شديد النظافة و الهدوء, لامعا يقلع العين بألقه السكون الذي يلفه يذكر بالمكان الذي أحتجزني فيه ابومكنى في المرة الأولى. كانت هذه المرة الأولى التي أدخل فيها مبنى رئاسة الوزراء و أول مرة أجتمع فيها مع السيد رئيس الوزراء بشكل شخصي وقد كنت في السابق اقابله في أجتماعات عامة يكون عدد الحاضرين فيها كبيرا. و لكني اعرف من أحاديث الوزير السابق انه رجل دمث بشوش و لكنه لا يتهاون ابدا في عمله و قد يكون قاسيا جدا في حالة الفشل و لا يتوانى عن توجيه اقذع الصفات في وجه اي كان.يبدو أنه قدري أن أبقى على أتصال وثيق بهذا النوع من البشر الذي يقف باقذع الصفات أو أنها سياسة الدولة الرسمية و علي ان ألتزم بها لأنني اصبحت جزءا منها.

قام الرجل بكل أدب من خلف مكتبه و جلس قبالتي كصديق قديم و حدثني بود ظاهر طرد الوحشة التي ترسبت في نفسي من نظافة و رتابة المكان و حدثني بشكل عام عن غلاء الأسعار و تضخم موظفي الدولة و قرأ على مسامعي أرقام كثيرة عن التزايد السكاني و مستوى الأنفاق الحكومي و العجز في الميزانية و تحدث طويلا عن الجهود التي تبذلها الحكومة للمحافظة على اسعار صرف العملات الأجنبية و حدثني عن رحلته الأخيرة الى البرتغال كما يحدث صديقا يعرفة منذ عشرات السنوات لدرجة أنه ذكر لون الشورت العنابي الذي كان يرتديه.كنت خلال حديثه أركز نظري على حركات شفتيه و يديه و أشعره بأني أشنف اذني لأشرب كل حرف يتسرب من فمه.لم يبدو انه مهتما بأنتباهي بقدر أهتمامه بمتابعة ما بدأ به.عندما وضع المراسل الأنيق كأسا من العصير لم يدعوني الوزير الى الشرب و لم يبدو أنه أنتبه الى وجود المراسل اساسا لأنه غرق أكثر في حديثية "التفصيلي" و عرج على الكثير من أمور الدولة بما لا يهم الوزاة التي أنتمي أليها فحدثني عن الضغوط الدولية و الضغوط الداخلية و عن شلة المأجورين الذين يقبضون من الخارج بالدولار و اليورو ليثيروا الغبار في وجه قيادة هذا البلد و كيف أن هؤلاء أخطر بكثير من العدو الخارجي المتربص.عنمدما بدأـ الوزير الحديث عن هذه النقاط كان يشبه معلقي الأذاعة باصواتهم الجهورية الواثقة و كلماتهم الطنانة.

فجأة وقف الوزير على قدمية و مديه مصافحا شد على يدي الأثنتين قائلا أتمنى لك التوفيق وقادني الى حيث باب الخروج و أغلق الباب خلفي. وقف مذهولا خلف الباب المغلق وقد حسبت أن رئيس الوزراء سيمتحني أو سيسالني اشياء تخص الوازرة و الإقتصاد و التنمية و ربما اشياء حول القومية و الإستعمار و التحرر و لكن شيئا من هذا لم يحصل بل لم يطلب مني أن اقول كلمة واحدة.هل هذه طريقة حديثة في أكتشاف الآخر ربما هي كذلك ولا بد أنه مسرور جدا لأنني كنت نعم المستمع المتابع بآذان مفتوحة مشرعة المصرعين بل كنت على أستعاد لمراجعة كل ما تحدث به ابتداءا من لون الشورت الذي كان يرتدية و أنتهاءا بكيفية القضاء على العدو العدو الداخلي المأجور.ذهبت بكل ما حدثني به الوزير الى ابو مكنى بعد ان فرغت كل شيء في تقارير مكتوبة بخط اليد تأملها أبو مكنى لحظة و ألقى بها جانبا ثم قذف السيد رئيس مجلس الوزراء بشتيمة وقال لي:

- هذا ليس مهما يجب أن تكون حاضرا أكثر لمقابلة أكثر أهمية و في هذه المرة يجب أن تكون أكثر يقظة فالأمر يحتاج الى أكثر من مجرد حفظ ما يتلى عليك.هدوء الأعصاب و إظهار الإحترام الشديد و لا تدع أسنانك تظهر كثيرا فهؤلاء لا يحبون الدلع كثيرا أرسم كل ما تستطيعة من جدية على وجهك و حركات يديك و لا تجيب بأكثر مما يحتمل السؤال و لا تنقل بصرك كثيرا في أرجاء المكان و يفضل أن "تبسمرة" على نقطة واحدة طوال الوقت ولا تخشى شيئا.أقول لك هذا و أنا أتذكر اللقاء الأول بيننا كنت جبان جدا و أعقد أنك مازلت كذلك....

مازال أبو مكنى يتذكر اللقاء الأول أذن, و مازال يعتقد أنني لم أتغير رغم كل ما "حل بي" على يديه..بصراحة أنا نفسي لا أعرف لم أتعرض لموقف مشابه لأختبر مدى جبني وكل ما مر بي خلال تسلسلي الوظيفي كميات كبيرة من الأوراق لأوقع عليها أو عدة مؤخرات بأشكال و ألوان متعدده لأوقع عليها ايضا...جذبني صوت ابومكنى ثانية الى عالمه و هالمي قائلا:

- أذهب الآن و استعد جيدا فكرسيك الثاني سيكون أكبر من "طيزك" و لكن من قلة الخيل سنضطر أن نشد على الكلاب سروج....

قالها أبومكنى دون أن تهتز شعرة في شاربية و دون أدنى أعتبار لمشروع الوزير الذي يقف أمامه عزيت نفسي مجددا فقد اطلق للتو شتيمة طالت رئيس الوزارء لو وضعت في قبان لمالت كفته..خرجت من مكتبه و قد بخرت كل الشتائم من رأسي و لم يبق فيه ألا منظر الكرسي الذي سأجلس عليه...

المقابلة الثانية جرت بأسلوب مختلف مغاير فقد حضر الى مكتبي رجلين شديدي التجهم مقطبين يصران على أرتداء النظارة الشمسية السوادء حتى داخل المبنى و طلبا مني بأدب مصطنع مبالغ فيه الذهاب معهما لمقابلة "المعلم" ,أعرف أن المعلم كلمة عامة تصف رئيسمهما همست في أن لينا كلمات وداعية و رافقتهما الى سيارة تنتظر أسفل مبنى الوزارة و بها سائق و الى جانبة يجلس شخصا ربما تعتقد أنه تؤام لهذين الرجلين .جلسن في المقعد الخلفي في المنتصف و تحركت السيارة دون أن ينطق احدنا كلمة واحدة وسارت مسرعة في طريقها و مع أزدياد السرعة زاد الصمت و تيبس الرجال في مقاعدهم لا يبدون حراكا.دخلت السيارة خلف سور قرميدي عال و توقفت أمام أحد المباني الداخلية و بكل وقار قال لي الرجل الذي يجلس في المقدمة تفضل.تفضلت حيث قادني الى طابق علوي و غرفة أنيقة مكيفة يجلس في منتصفها رجل شديد البياض و على جانبيه يجلس رجلين لا يقلان بياضا وقف رجل المنتصف على قدمية مرحبا تكلم دون أن يفتح فمه و رغم ذلك يخرج الصوت وتضحا جليا جلست قبالة الرجال الثلاثة كالصنم و قد سمرت نفسي في اتجاه واحد.

الصمت كان مصطنعا و الجدية كانت مصطنعة اما الوقار الذي كان يبديه الرجال الثلاثة فكان مضحكا و أكتملت الفبركة بعد أن بدأ الرجل الأوسط شديد البياض بالحديث.بدأ بمقدمة خرص على أن تكون بلغة عربية فصحى تحدث فيها عن "هجمة شرسة" نتعرض لها من أعداء داخليين فاسدين يهدرون المال العام و يبذرون و نحن بحاجة الى كل شريف قال شريف و اشار الى بسبابته.

يتبع......

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.10755 seconds with 10 queries