القرف ..لهون وصلت
الساعه 2 ظهرا ....يبدأ كاالعاده بعد الارقام ...وهي على زياده بكل ساعه (763) شهيدا ..اصبحنا ارقام !!!!!
أتابع الطبخ ..وكأنني من عالم اخر ...وأستمع ...مقابلات ..شجب ...صراخ ...ألم ...
وانا بين الترتيب ...والاعمال اليوميه المعتاده ...
مظاهرات ...منع مظاهرات ...أقول في نفسي ..ايه كالعاده ....شاطرين بالحكي ....
مسرعه الى تناول الغداء ...اشعر بجوع فظيع بعدين عندي شغل كتير بخلص ...بالمقابل ..نساء يبكينا ابنائهون ...على شاشه التلفاز التي لم اعد استطيع تغيرالقناه ....ولا أعرف لماذا ....
أبدأ بالاكل ..اممممممم طالع الاكل طيب ...وفجأه ...يلفت انتباهي الذي تباعد في كثير من الاوقات عم يحدث ...
يلفت انتباهي لقاء مع أب فقد ابنه ...وابنه الثاني بالمستشفى ...واتابع استمتاعي بتناول الطعام ...متلو متل كتير ناس ...وكتير أباء ....
احاول متابعه غدائي ...فجأه ...توقفت يدي ...بروده ...نظرت اليه عبر الشاشه الوحيده التي تربطنا وليس شي اخر لا الانسانيه ولا العروبه ولا شي تاني ..فقط تلك الشاشه ....
ذهلت ...يتكلم ذلك الاب ...الى المذيع ...اي والله ابني مات ...والتاني بالمستشفى ...ملامح وجه كانه يخبر نكته ...توقفت عن الطعام ...ويتابع اي ابني الي مات ...مافينا دفنا ...لان المقبره محتله كمان ..فا تركنا بالبراد ...ومافينا نخليه كتير هونيك لان عايزين البراد ........لح منشوف محل ندفنو فيه ..اي والي بالمستشفى ....وقت الي نصاب سحبتو وحطيتو بالبيت ...وتركتو فتره لان كنت لازم شو ف الي مات اول شي ...
انا ...تابعت ...طعامي ...توقفت عن االسمع ...كما توقفت عن الشعور ....
كذلك الاب المتحدث عن أبنائه ...كقصيده غزل حب .......
هنا ...هنا ...اما تلك الشاشه ..السوداء ...التي تربطني بكم ...فقط لا شي اخر يربطني بكم ...أعلن ..موت الانسانيه بداخلي .
فأعزروني لاني اتناول الطعام ...ولاني أضحك ..ولاني اتابع الحياه ..وكانكم ..مسلسل كرتوني امام اعيوني ...
فلم اعد اشعر الا بالقرف من نفسي ...ومن القرف بانني لا استطيع ان افعل شي سوى متابعه الحياه ...
وهنا اعلن موت الانسانيه والشعور..بداخلي ...
يوميات مقرفه ....ههي يومياتنا كما هي مقرفه حكوماتنا وحكامنا
أس اخت فوتت الحيطان شو كتراني ...أس اخت كل شي
نسيان ( سنندم كثيرًا لأنّنا أخذنا الحبّ مأخذ الجدّ. فلا أحد قال لنا أنّه في الواقع أجمل أوهامنا و أكثرها وجعًا.)
|