حياة الصيادين
أترى :
أشرعة منتفخة
والقمر يطلّ..
وأنت تفكر : هذه هى الحياة ,
حياة مشبعة بالشعر .
فى الأعلى , تشتعل النجوم
وتلمع السماء الصدفية
ومن الشاطئ
يهب النسيم الهادئ
وبأصابعه يجعّد البحر
اوه ! يا حياة الصيادين الحرة
المغنّاة فى كثير من القصائد !
على الصارى شراع أبيض...
_ ما أسهل الوصف هكذا _
ضع : (( بحر لا متناه ))
واصبعه بالزرقة الخفيفة ,
فيصبح كل شئ جيد جدا ,
فاتنا ولطيفا .
ولكنّ الواقع هو انّ الريح الصقيعية
تعضنا بأنياب ذئب
وتصفعنا القطرات المتجمدة
مثل حبات من الرصاص
تدخل بيتك
راجفا من البلل
وفى القارب الذى يفغر فاه ببلاهة
تلمع سمكتان فضيتان فى الظلمات
لو نزل المسيح نفسه الان
فماذا يصنع بسمكتين ؟
تحترق العينان بالعذاب
ويختنق القلب بالضغينة.
وتحت السقف المغطى بالقصب
تنام , ويتقطر المطر وئيدا.
ثم ينهض , فى النوم ,
أمل بعيد ..
أوه ! يا لحياة الانسان التعيسة -
حياة الصيادين ! -
شكوك.
هذه الحياة - محال أن ترويها
فهل سيكلفوك اذا
بأن تصنع منها نشيدا ...
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
|