بوتيف
جاءنى عامل , مقطبا ,
ينضح منه العرق ,
وقال : فلتكتب شيئا عن بوتيف !
عن بوتيف ؟ - سأبدأ الان
تعال الاربعاء حوالى السابعة
ولكن ها هو الاربعاء قد مرّ منذ وقت طويل
وأنا أقلب الاوراق محنقا
وفوق السطح , عاليا
تختصم المحركات مع الربيع الرطب ,
معنا , ومع الضبابة .
ولا شئ يأتى.
الفكرة المتفككة تعشش فى الرأس
والصدر حرج ...
أكفّ عن الكتابة , وأدفع الأوراق
وأقول وأنا أزفر بعمق :
- لا أستطيع
أخلع ثيابى , وألقى بنفسى فى السرير وأنام .
ولكن ها هو عامل عابس
يصل ويسألنى :
هل كتبت قصيدة عن بوتيف ؟ -
(( عن بوتيف ؟
انتظر ...))
- تأتلق النجوم , ثم يبدو القمر فى السماء
وينزلق الذئب مترقبا بين الصخور ,
وتلمع أنيابه فى الظل ...))
ويسأل العامل , قاتم الجبين :
- أهذا هو بوتيف ؟
فلتتحدث عن الحاصدات , هناك ,
عن القحط ,
عن الدم البائس الذى تعبّه الأرض .
عن نشيد العبودية
وآلامها التى تهز الحقول .
أين تمضى باحثة عنه
فى الغابات الكثيفة
حيث الوحش المفترس
لم يعد يرود اليوم
الا ترى ؟
بوتيف يلمع فى عيوننا
بوتيف هنا , ألا تراه ,
قرب الشعب .
تسقط فيقول لى بوتيف :
- أنهضه : وضع فى يدك لواء ))
فأمد لك اليد , وتنهض
ونسير جنبا الى جنب ,
الى الأمام
هذا هو بوتيف
وأنت هنا فى هم وضيق ,
حيث لا مسوّغ لذلك ....
فلتتأمل الحياة ,
هذا هو بوتيف ,
وهذه هى القصيدة .
شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
|