المرأة بين الاسلام والمسيحية
ان الكتاب المقدس قد ظلم المرأة ظلما شديدا فمنذ ان اخطا ادم واكل من الشجرة فانه يلقى بالتبعية على المرأة انها هى من اغوته ليعصى ربه ففى سفر التكوين 3-6"ورأتِ المَرأةُ أنَّ الشَّجرةَ طيِّبةٌ لِلمَأكلِ وشَهيّةٌ لِلعَينِ، وأنَّها باعِثَةٌ لِلفَهْمِ، فأخذَت مِنْ ثَمَرِها وأكَلَت وأعطَت زوجها أيضًا، وكانَ مَعَها فأكَلَ" وقد قال ادم للرب ان المرأة هى السبب فيقول فى التكوين 3-11"هل أكلتَ مِنَ الشَّجرَةِ التي أوصَيتُكَ أنْ لا تأكُلَ مِنها؟» 12فقالَ آدمُ: «المرأةُ التي أعطَيتني لِتَكونَ مَعي هيَ أعطتني مِنَ الشَّجرَةِ فأكَلْتُ" لهذا عاقبها الرب وجعل الرجل هو السيد دائما على المرأة فيقول الرب فى سفر التكوين 3-16"وقالَ لِلمَرأةِ: «أزيدُ تعَبَكِ حينَ تَحبَلينَ، وبالأوجاعِ تَلِدينَ البَنينَ. إلى زَوجكِ يكونُ اَشتياقُكِ، وهوَ علَيكِ يسودُ" اذن ففكرة ان المرأة هى سبب خروج ادم من الجنة فكرة رسخها الكتاب المقدس وقد صحح القران هذه الفكرة فاخبرنا ان الشيطان وسوس لهما معا فذنب حواء كذنب ادم فيقول الله تعالى فى سورة البقرة"وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ "
كانت هذه هى البداية فالتبعية تلقى على المرأة لهذا استعبدها الرجل وبدأت سلسلة من القهر والذل للمرأة يحمل لوائها الكتاب المقدس الذى يعاملها كأنها كالمتاع لا رأى لها فمن احكام الكتاب المقدس ان من يموت زوجها تتزوج اخيه كانها جزء من ارثه فهى شئ يورث فيقول سفر التثنية 25-5 "إذا أقامَ أخوانِ مَعًا، ثُمَ ماتَ أحدُهُما ولا اَبْنَ لَه، فلا تتَزَوَّج أرملَتُهُ بِرَجلٍ ما، بل أخوهُ يدخلُ علَيها ويتَزَوَّجها ويُقيمُ نَسلاً لأخيهِ. 6ويكونُ البِكْرُ الذي تَلِدُهُ مِنهُ هوَ الذي يحمِلُ اَسمَ أخيهِ المَيتِ، فلا يُمحَى اَسمُه مِنْ بَني إِسرائيلَ" فهل هذا عدل الا يكون للمرأة حق فى اختيار زوجها بل يفرض عليها فرضا
بل ان الكتاب المقدس يعامل المرأة كقطعة الاثاث ففى الكنيسة يجب ان تجلس صامتة كالمقعد الذى تجلس عليه وان حتى ارادت الاستفسار عن شئ فلا يحق لها ان تتكلم بل تنتظر حتى تذهب للبيت وتسال زوجها فيقول بولس فى كورنتس الاولى 14-33"وكما تَصمُتُ النِّساءُ في جميعِ كنائِسِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ، 34فلْتَصمُت نِساؤُكُم في الكنائسِ، فَلا يَجوزُ لَهُنَ التَّكَلُّمُ. وعلَيهنَ أنْ يَخضَعْنَ كما تَقولُ الشَّريعةُ. 35فإنْ أرَدْنَ أنْ يتَعَلَّمنَ شيئًا، فلْيَسْألنَ أزواجَهُنَ في البَيتِ، لأنَّهُ عَيبٌ على المَرأةِ أنْ تَتكَلَّمَ في الكنيسةِ"
بل ان الاضطهاد والعنصرية ضد المرأة تبدأ منذ ولادتها فحسب الكتاب المقدس فان كان المولود ذكرا فامه نجسة سبعة ايام ولا يتطهر دمها الا بعد ثلاثة وثلاثون يوما اما اذا كان المولود انثى فالام نجسة اسبوعين ولا يتطهر دمها الا بعد ستة وستون يوما فيقول سفر اللاويين 12-1"وكلَّمَ الرّبُّ موسى فقالَ: 2«قُلْ لِبني إِسرائيلَ: إذا حَبِلَتِ اَمرأةٌ فوَلَدَت ذَكَرًا، تكونُ نَجسةً سَبعَةَ أيّامِ كما في أيّامِ طَمْثِها. 3وفي اليومِ الثَّامنِ يُختَنُ المولودُ. 4وتنتَظِرُ ثلاثةً وثلاثينَ يومًا آخرَ لِيتطهَّرَ دَمُها، لا تُلامِسُ شيئًا مِنَ المُقَدَّساتِ ولا تدخلُ المَقْدِسَ حتى تَتِمَ أيّامُ طُهورِها5فإنْ وَلَدت أُنثى، تكونُ نَجسةً أسبوعينِ كما في أيّامِ طَمْثِها، وتنتَظِرُ سِتَّةً وستينَ يومًا لِيتطهَّرَ دَمُها" فلماذا اذن هذه التفرقة وهل الانثى تنجس امها اكثر من الذكر
وياويل المرأة اذا بلغت ونزل عليها الدم-الذى هو فطرة من الله لا ذنب لها فيه-فتكون نجسة سبعة ايام وكل ما تلمسه فهو نجس وان لمسها احد فيجب عليه الاستحمام بل ويظل نجسا حتى المغيب ففى سفر اللاويين 15-19"وإذا كانَ باَمرأةٍ سَيلانُ دَمِ مِنْ جسَدِها كعادةِ النِّساءِ، فسَبعَةُ أيّامِ تكونُ في طَمْثِها، وكُلُّ مَنْ لمَسَها يكونُ نَجسًا إلى المَغيبِ. 20وجميعُ ما تَضطَجعُ أو تجلِسُ علَيهِ في طَمْثِها يكونُ نَجسًا، 21وكُلُّ مَنْ لمَسَ فِراشَها يَغسِلُ ثيابَهُ ويَستَحِمُّ بالماءِ، ويكونُ نَجسًا إلى المَغيب"
ان المسيحيين يصرخون دائما ان الديانة المسيحية تحفظ للمرأة حقوقها فابسط حق للمرأة هو الا يتزوج زوجها عليها اما المسلمين فانهم اشرار يتزوجون اربعة ويذلون المرأة
ولو تفكرنا فى هذا لوجدنا ان اول حق للمرأة-قبل ان يكون من حقها الا يتزوج عليها زوجها-ان تتزوج هى اصلا وهذا ما تغفلة الديانة المسيحية فالثابت ان متوسط عمر النساء اكبر من متوسط عمر الرجال كما ان الرجال يموتوا دائما فى الحروب وهم اكثر تعرضا للحوادث بسبب طبيعة اعمالهم لهذا نتسال ما هو الحل-من وجهة نظر الانجيل- فى دولة عدد نسائها اكثر من عدد رجالها هل نحرمهم من حقهم الطبيعى فى الزواج ام نتركهم للخطيئة ان الديانة المسيحية لا تهتم كثيرا او قليلا بهؤلاء النساء فهن خلقن اصلا من اجل متعة الرجل وطالما انه لا مشكلة عند الرجال اذن فلا توجد مشكلة اصلا فالمرأة لا حق لها اما الاسلام فقد نظر للمرأة نظرة ادمية فمن حقها الزواج لهذا شرع الاسلام تعدد الزوجات ولكنه اشترط العدل بينهن فان اشترى لواحدة شئ فيجب ان يشترى للاخرى مثله تماما فيقول الله تعالى فى سورة النساء"فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة " اذن شرط التعدد هو العدل وان خاف الانسان من انه لن يعدل فواحدة والمقصود هنا بالعدل هو المعاملة الظاهرة اما العاطفة المكنونة فى القلب فلا حساب عليها
اذن المسيحية تغفل حق المرأة فى الزواج واتحدى ان يأتى لى شخص بحل من الانجيل للنساء اللاتى لا يجدن رجالا لهن وهذا ما حدث مع المانيا بعد الحرب العالمية الثانية فبعد نقص عدد الرجال فكروا اما فى تعدد الزوجات واما فى اباحة الانحلال الجنسى ولكن بالطبع لانهم ورعين واتقياء-وتمسكوا بتعاليم الرب فى الكتاب المحرف اقصد المقدس-فانهم اباحوا الانحلال الجنسى ارايتم ماذا تفعل تعاليم الانجيل المحرفة فى البشر ان الحل وضعه الاسلام منذ الف وربعمائة سنة ولكنه العناد الذى يؤدى للهلاك فهذه هى نتيجة التعصب لدين الاباء فضلوا الزنا والانحلال الذى تغرق فيه اوربا والغرب على تعاليم الاسلام
لقد الزم الاسلام الرجل بالانفاق على المرأة فالرجل ينفق على زوجته حتى وان كانت غنية وتملك مالها الخاص فليس من حق الرجل ان يجبرها على الانفاق منه وان كان الاسلام يورث الذكر ضعف الانثى فيجب ان ننظر للفروض التى فرضها الله على الرجل قبل ان نقول لقد ظلم الله المرأة لقد فرض الله على الرجل ان ينفق على زوجته وعلى اخته ان كانت غير متزوجة ورغم ان اخته قد اخذت نصيبا من الارث الا انه مالها الخاص لا تنفق منه على نفسها بل ينفق عليها اخوها او زوجها
اذن لو انصفنا لقلنا ان الارث الذى يصل للرجل بعد ان ينفق على زوجته يكون اقل من نصيب اخته -التى اخذت نصف ما اخذ-لان ما اخذته تحتفظ به لنفسها وزوجها ملزم ان ينفق عليها وان لم تكن متزوجة فهذا يزيد من اعباء اخيها لانه ملزم حينها ان ينفق عليها
لقد كرم الله المرأة فقد امرها بالعفة والحجاب حتى لا تكون فتنة للشباب فهى ليست سلعة رخيصة تمشى فى الشارع عارية تظهر سيقانها وشعرها بل كرمها الله وجعلها شيئا غاليا عزيزا فمن اراد ان يتزوجها فليدفع لها مهرا يكون مالا خاصا بها لا يحق له ان ياخذه منها وقد قال العلماء ان الرجل يدفع مهرا للمرأة رغم استمتاع كل منها بالزواج اذن العقل يقول الا يدفع لها الرجل شيئا الا ان الاسلام يزيد من تكريم المرأة حتى يشعر الرجل بقيمتها فالمرأة فى الاسلام ليست كالمتاع تورث وليست مخلوق من الدرجة الثانية خلقت فقط لامتاع الرجل
طبعا انا اعلم ان هذا الموضوع سيغلق-كالعادة-ولكنى وضعته فقط لتوضيح موضوع صار عليه خلاف وجدل كبير فرأيت ان يوضع بالادلة الموثقة حتى يتضح الحق ويعلم الجميع من يكرم المرأة ومن يهينها
روح الحق
|