الموضوع: أيها الصمت
عرض مشاركة واحدة
قديم 02/01/2009   #2
شب و شيخ الشباب Marcello
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Marcello
Marcello is offline
 
نورنا ب:
Dec 2006
المطرح:
مكان تخشاه الملائكة
مشاركات:
186

إرسال خطاب MSN إلى Marcello إرسال خطاب Yahoo إلى Marcello
افتراضي


غبار الطلع

غُبَارُ الطَّلْعِ
مُتَشَقِّقٌ، دَقَائِقُهُ عَلى شَفتيَّ
مَجْرُوحَةُ النَّغَمِ،
مَبلَّلةٌ
بِرِيقِ هَذا النَّهَارِ –
والنَّهارُ العربيُّ
أرْجوَانِيٌّ،
مَنْثُورٌ،
مُبَحْلقٌ في كلِّ الجِّهاتِ.
دَقَّاتُ سَاعَاتِهِ
عَارِيةُ الرِّيشِ
...
رِيْشْ؟!
مُنْشَغِلٌ ببَحْثِهِ عَمَّجَازَاتِ أفْئِدَةِ الكَمَانِ –
والكَمَانُ فِي حصَارٍ:
وَتَرُهُ شَهِيقُ حُلمٍ فِي جَوْفِ السَّرَطَانِ،
تذكِيرٌ عَلى سجَّادةِ وَجْدِ وَرْدٍ
تقذِفُها زَوَابِعُ الأيَّامِ.
هَاربٌ مِنْ فأفآتِ بَحْرٍ مُمَوَّجةٌ عُزْلةُ ضَوْئِهِ
في معابِدِ الصَّهيلِ
...
صهيلْ؟!
مَقرُونٌ بأشياعِ أيَّامِنَا الآدميَّةِ،
فَجْرٌ يَتَخَلَّلُ أصَابِعَنَا الجَرِيحَةَ،
مهْجُورَةً للتَّناسِي،
تُلوِّحُ لِلَيْلٍ غَجَريٍّ مُنْسَلٍّ عِبْرَ شَبَابِيكِ الضَّجَرِ
...
ضَجَرْ؟!
صُدَاعُ جَليدٍ مُتَبَخِّرٍ، مُسَرْبلِ الدَّيْجورِ،
يُقامِرُ،
يُغَامِزُ،
يَطبَعُ قُبْلةَ حَيَاةٍ مَثْقُوبَةٍ
لِغَرْقَى اسْتَكانَتْ فِي مُوحِشِ حُوتٍ أزْرَقَ
...
أزْرَقْ؟!
عَشَّشَ ذُعْرُهُ في صُدُورٍ تَعَشَّقتْ سَمَاءً وَبِحَارا.
أفَأزْرَقُ بَابُ الرَّحِيلِ، مُخِيفٌ إلى هَذا الحدِّ؟!
...
حَدّْ!
هُوَ وَهي...
هُمْ وهُنَّ...
لِلملحِ وَالجَسَدِ والكلمَةِ.
مَدَارَاتُه
قُبْلةٌ بَاكِيَةٌ ضَاحِكَةٌ، هَادِمَةٌ بَانِيَةٌ،
جَارِحَةٌ،
جَارفَةٌ رَذاذَ زجاجٍ مُتَلوِّنٍ، مُتَكَسِّرٍ
عَلى جِلدِ إجَابَاتٍ طوفانيِّةٍ.
وَهي،
عَلى مطيَّةِ الحَدِّ،
تحْلُمُ
في الصُّلبِ،
والطَمْي،
وَرَكعَةِ الحَلاجِ
...
رَكعَةْ؟!
تُوَارِبُ انْزلاقاتِ كُرَةِ ثلجٍ
تكبُرُ،
تَهْوي،
تَسْجُدُ،
تَتَلاشَى
ظِلاً فِي الصَّدْغيْنِ،
تئنُّ على هَامِشِ مُتُونِ الحِكايةِ.
حُلولٌ واتِّحَادٌ:
ثلجٌ صيفيٌّ،
ونَارٌ شتائيةٌ،
مِقْبضٌ عَاجيٌّ مُكدَّسُ الشَّظَايا
بِصُدورٍ عَاريَةٍ دَحَاهَا لِلفَجِيعَةِ اشْتِهَاءٌ!
ارتِجَافَاتُ خلايا المُنْطَرحِينَ في الزَّمنِ الدَّامِي
مُفَضْفِضَةٌ غُبارَ طَلْعِ العِتَابَاتِ،
مُتَدثِّرةٌ بغيْمَةِ العَتَبَاتِ،
تسَويِّها مَوَاجِيدُ صُوفيَّةٌ
تَكتَنِزُ حَقَّا فِي الحَقِيقَة،
تُداعِبُ
خَدَّ أعمدةِ ليلِ الزُّهْرَةِ
...
الزُّهْرَةْ؟!
نَغَمَاتُهَا أزليَّةٌ مُلتبِسَةُ القَوَافِي
تَحْت سَمَاءٍ مُتشقِّقةٍ كمَحَارَةٍ،
مَنْقُوشةٍ بكبرياءٍ مُهتَّكٍ،
مَفَاتِيحُهُا
بَوابَةُ أنْهَارٍ مُوصَدَةٍ:
عِلَّةٌ ودَاءٌ واسْتِعبَادٌ.
أنْهَارُنَا
جارٌ وَمَجْرورٌ،
مَزْحُومَةٌ بِأقسَى بُكاءٍ.
وحْدَهُ
فِي ذَاكِرَةِ فَرَاشَاتٍ
تَزَاحَمْنَ،
أخْفَيْنَ
حُرُوفًا ذهَبيَةً فِي كهُوفٍ –
وشجرةُ كرزٍ تُغَشْغِشُ تِينَ الزَّمَنِ.
والوَقتُ شِهَابٌ مُتهَافتٌ،
تتَعَلَّقُ أهْدَابُهُ بِأصْوَاتٍ مُبْهَمَةٍ
تَروحُ بِنارْجِيلتِهَا
تَرْتَقِبُ:
هَلَّ القَمَرُ
...
قَمَرْ؟!
فِضَّةٌ فِي قَعْرِ مَسَاءِ وَجَعِ النِّسَاءِ:
كُلُّهُنَّ بِالنُّونِ يَسْبَحْنَ،
وَمَا كلُّ النِّسَاء بِجِيَادٍ مُجَنَّحَاتٍ،
كلهنَّ بأثدَاءٍ –
وَمَا كلُّ ثَدْيٍ يُرْضِعُ مَجَرَّةً!
تَسْتَحْوذنَا خَمْرةُ الرِّجَال:
جنَاحَاتٌ أبويَّةٌ مَهِيضَةٌ،
مُرتَبِكةٌ،
تَرْقُبُ التِمَاعَ التُّرابِ –
وَتُرابُنا
مُتوَحِّدٌ بالضَّوْءِ،
مَسْلوبُ الرُّوحِ،
مُتأمِّلٌ،
رَاكِعٌ
لحَبَّةِ مَطَرٍ
...
مَطَرْ؟!
يَا إنانا[1]،
اغْمُريِ عَطشَنَا بِقُبَلِ مَطَرِ النَّشِيدِ!
أرْضُنَا ظمآنةٌ لِوَتَرِ كَمَانٍ وقَصِيدٍ
خَارجَ مَحْبَرَةِ الآلهَةِ،
مَنْثورةٌ نُوتَاتُهَا عَلى أذْرعِنَا اليَابِسَةِ
لِخَاصِرَةِ بَرْزَخِ العَتْمَةِ –
فالعَتْمَةُ ضَاريَةٌ،
ضَارِبَةٌ
فِي وَحْشَةِ حُلمِ التَّاريخِ

يتبع

وجعي تراث الناي يشرب من دمي بوْح الغروب و صُفرة الأهدابِ


أمرُّ باسمكِ إذ أخلو الى نفسي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08127 seconds with 10 queries