عرض مشاركة واحدة
قديم 21/08/2005   #15
شب و شيخ الشباب الخير للجميع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الخير للجميع
الخير للجميع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
681

افتراضي منقول


كاتب: dr.okaz
تاريخ: 2002-05-07 15:01


نتناول في هذا البحث بشيء من التفصيل الجذور التاريخية لعقيدة التثليث النصرانية.

والواقع أنها عقيدة ليس لها من سند ديني أو عقلي وإنما هي مستقاة و مأخوذة من المصادر الخارجية التي اتصل بها المسيحيون بما تحمله تلك المصادر من موروثات وثنية أو ثقافية قديمة.

فالثالوث ليس بدعا في المسيحية, ولكنه يمتد بجذور عميقة في أرض الوثنية القديمة في الهند ومصر وأفريقية حيث أخذه النصارى من الأمم السابقة عليهم والتي اختلطت بهم فيما بعد, وانتشرت المسيحية بين صفوفها وبطبيعة الحال فان الاختلاط بين المسيحيين وبين تلك الأمم قد أثمر ثمرته وأينع حصاده وهو انتقال التصورات الدينية عند تلك الأمم إلى تصور المسيحيين للعقائد والشعائر المسيحية. وكان هذا التقارب بين العقيدة المسيحية- في صورتها المحرفة- وبين عقائد تلك الأمم سببا من أسباب قبولهم بها.

فالعقيدة المسيحية بعد هذا التلوث بلون المصادر الأجنبية والامتزاج بمفاهيمها أصبحت أمرا مقبولا لدى هذه الأمم, غير بعيد عن فكرها ومشاعرها.

لا نقول هذا تجنيا وادعاء, وإنما نقوله بعد الدراسة والتمحيص لتلك العقائد والمقارنة بينها وبين العقيدة المسيحية في وضعها الجديد, وتبين مدى تأثير تلك العقائد فيها.

و نقوله كذلك بعد دراسة التلاحم العميق الذي كان بين الأمم المسيحية وبين أصحاب تلك العقائد من الأمم المجاورة والتي انتشرت فيما بينهم .

» لقد كان موضوع تعدد الآلهة يكاد يكون عاما في جميع الثقافات القديمة قال به المصريون القدماء , وقال به الآشوريون , والبابليون , والفرس , والهنود , والصينيون واليونان على اختلاف تعدد الآلهة , ومكانتهم ,واختلاف في تصور صلة الآلهة بعضهم ببعض أو صلتهم بالبشر.

أما التثليث فلعله كان تحديدا لهذا التعدد الذي بولغ فيه أحيانا . ويمكن القول بان تحديد الآلهة بثلاثة عمل له صلة بعبادة الأبطال, تلك العبادة التي بدأت من فجر التاريخ , والتي لا يزال لها بقايا في عالمنا الحاضر.

وارتباط التثليث بعبادة الأبطال مرجعه أن الجماهير كانت تعبد البطل لعمل رائع قام به , ثم يتخذ البطل زوجة له فتحتل معه مكان الألوهية وتسجد لهما الجماهير وينجب الزوجان , ويعين البطل أحد أبناءه ليتولى مكانه فيما بعد , فتسجد له الجماهير أيضا , ويتم بذلك الثالوث.

تلك هي الفكرة الأولى للتثليث , ثم انطلق التثليث فلم يعد يتقيد بهذه الفكرة , وأصبح الثالوث معبودا معروفا لكثير من الأمم « (1).

فالتثليث عقيدة وثنية نقلها الوثنيون المتنصرون إلى النصرانية. وكونها عقيدة وثنية قد وضحه , وبينه بجلاء علماء أوربا بالتفصيل , وأتوا عليها بالشواهد الكثيرة.

ونذكر هنا طرفا من الوثنيات المثلثة التي نراها قد أثرت بتصوراتها في العقيدة المسيحية.

» ولعل البابليين هم أول من قال بالثالوث , وذلك في الألف الرابع قبل الميلاد, حيث كانوا يدينون بتعبد الآلهة , ولكنهم نظموا هؤلاء الآلهة فجعلوها مجموعات متميزة المكانة والقدر , كل مجموعة ثلاثة , فكانت المجموعة الأولى على رأس الآلهة , وتتكون هذه المجموعة من إله السماء, فإله الأرض , فإله البحر. أما المجموعة الثانية ,فإله القمر , وإله الشمس وإله العدالة والتشريع « (2).

وأيضا كان التثليث معروفا عند قدماء الهنود, وكانوا قبل المسيح بآلاف السنين , حيث نرى » أن أعظم وأشهر عباداتهم اللاهوتية هو التثليث ( أي القول بان الله ذو ثلاثة أقانيم) ويسمون هذا التعليم بلغتهم » ترى مورتي « وهي عبارة مركبة من كلمتين , بلغتهم السنسكريتية » ترى « ومعناها : ثلاثة , و» مورتي « ومعناها هيئات أو أقانيم , وهي برهما وفشنو وسيفا , ثلاثة أقانيم متحدة لا تنفك عن الوحدة فهي اله واحد « (3).

ويشرح دوان – حين كلامه عن الثالوث البرهمي- معنى هذه الأقانيم عند الهنود فيقول» إن الهنود يرمزون إلى الأقانيم بثلاثة أحرف هي : » أ . و . م « وانهم يصفون هذا الثالوث المقدس بأنه غير منقسم ,في الجوهر ولا في الفعل ولا في الاتحاد بقولهم : » برهما الممثل لمبادئ التكوين والخلق , ولا يزال خلاقا إلهيا وهو » الأب «. وفشنو يمثل مبادئ حماية وحفظ الأشياء المكونة, وهو » الإبن « المنبثق والمتحول عن اللاهوتية , وسيفا هو المهلك والمبيد والمبدئ والمعيد وهو » الروح القدس « ويدعون كرشنا الرب المخلص , والروح العظيم الذي ولد منه ( فشنو ) الإله الذي ظهر بالناسوت على الأرض, ليخلص الناس, فهو أحد الأقانيم الثلاثة التي هي الإله الواحد وأنهم – أي الهنود - يرمزون للأقنوم الثالث بصورة حمامة « (4) كالنصارى تماما (5).

وجاء في كتاب » الباجافاتا بورانا « وهو من الكتب الهندية المقدسة أن كاهنا توجه إلى الآلهة برهما وفشنو وسيفا سألهم جميعا : أيكم الاله بحق ؟ فأجابه الآلهة الثلاثة جميعا قائلين :
» اعلم أيها الكاهن أنه لا يوجد ادنى فارق بيننا نحن الثلاثة . فإن الإله الواحد يظهر بثلاثة أشكال بأعماله من خلق وحفظ وملاشاة * ولكنه في حقيقته واحد , فمن يعبد أحد الثلاثة فكأنه عبدها جميعا أو عبد الواحد الأعلى « (6).

ونظير هذا القول ما جاء في العهد الجديد على لسان يوحنا (اللاهوتي) :
» إن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد « (7).

» وكما نجد عند الهنود ثالوثا-مؤلفا من برهما وفشنو وسيفا , نجد كذلك عند البوذيين ثالوثا , فإنهم يقولون : إن بوذا إله له ثلاثة أقانيم. كما يقول الهنود ورمزهم » أ.و.م « (

أما التثليث عند الصينيين فقد جاء ففي » خرافات التوراة وما يماثلها في الأديان الأخرى « ما نصه :

» وأنصار لاوكومتذا ( الفيلسوف الصيني المشهور ) وكان قبل المسيح بأربع سنين وستمائة ( 604 ) يدعون ( شيعة تاوو ) ويعبدون الها مثلث الأقانيم وأساس فلسفته اللاهوتية أن ( تاوو ) هو العقل الأزلي , انبثق منه واحد ومن هذا الواحد انبثق ثان ومن الثاني انبثق ثالث, ومن هذه الثلاثة صدر كل شيء. وهذا القول بالتولد والانبثاق أدهش العلامة موريس لان قائله وثني « (9).أي ليس نصرانيا, حتى يكون القول بالتثليث عقيدة جديدة, ولم يسبق اليها النصارى , بل هي عقيدة قلدوا فيها الوثنيين.

ولقد كان التثليث معروفا أيضا عند المصريين القدماء فقد قامت مدرسة الإسكندرية عقب إنشاء مدينة الإسكندرية سنة (331 ق.م ) , وورثت حضارات مختلفة , وقام بها علماء مصريون وساميون ويونان ورومان . وعرفت اليهودية طريقها إليها , كما انسابت إليها أفكار وثنية كثيرة , وأصبحت مدينة الإسكندرية بعد الفتح الإغريقي مركزا لحياة مصر الدينية , بل أصبحت مركز الحياة الدينية للعالم الهلليني كافة » فأقام بطليموس الأول معبدا عظيما هو معبد السرابيوم المكرس لعبادة ثالوث من الآلهة كان يمثل احدى عمليات اتحاد الآلهة ( الثيوكرازيا ) مطبقة على الأخص على آلهة بلاد الإغريق و مصر .

وكان هذا الثالوث يتكون من الرب سيرابيس ( أوزيريس وأبيس ) والربة ايزس والرب الطفل حورس. وبطريقة أو بأخرى كانت المطابقة بين أي واحد من هذه الثلاث للرب الواحد..وكان كل واحد منها هو الآخر , كانت ثلاثة آلهة ولكنها أيضا إله واحد « (10).

» وقد انتشرت عبادة سيرابيس انتشارا عظيما في جميع أقطار العالم المتمدين في القرنين الثلث والثاني قبل الميلاد , ترى فيها أعجب الطلائع والظواهر المؤذنة بعادات وطرق العبادة التي قدر لها أن تتسلط على العالم الأوربي طوال الحقبة المسيحية .. على أن الطقوس والصيغ الاصطلاحية التي اتخذتها المسيحية وما برحت ترتديها إلى يومنا هذا في كثير من الأقطار قد انسحبت ولا مراء في عقائد ومعابد جوبيتر سيرابيس وايزيس التي انتشرت عند ذلك من الاسكندرية إلى كافة أصقاع العالم المتمدين في عصر الثيوكرازيا (اتحاد الآلهة) في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد « (11).وهؤلاء الثلاثة ( الأب والأم والإبن ) يمثلون العائلة الإلهية عند قدماء المصريين .

» وقد استمرت مدرسة الاسكندرية هذه تباشر مكانتها الثقافية حتى ميلاد المسيح, وبعد ميلاد المسيح , ومن أشهر علمائها :

أفلوطين ( 205-270 ) وعلى يده كان تجديد مذهب أفلاطون حتى عرف مذهب( أفلوطين ) (12) بالأفلاطونية الحديثة . وخلاصة مذهب أفلوطين :

أن في قمة الوجود يوجد » الواحد « أو » الأول « وهو جوهر كامل فياض , وفيضه يحدث شيئا غيره وهو » العقل « وهو شبيه به , وهو كذلك مبدأ الوجود , وهو يفيض بدوره فيحدث صورة منه هي » النفس « وتفيض النفس فتصدر عنها الكواكب والبشر . أو بعبارة سهلة موجزة : ثلاثة في واحد , وواحد في ثلاثة , الأول , العقل , النفس « (13).

وقريب منه قول القس ( بولس سباط ) الذي يطلق على ( الله ) لفظ العقل المجرد وعلى عيسى ( الابن )لفظ العقل العاقل وعلى ( الروح القدس ) لفظ العقل المعقول (14).

وجاء في تاريخ العالم ما نصه : » كانت عقيدة التثليث حقيقة أساسية عند ( أوغسطين ) – الذي نشأ على فلسفة الأفلاطونية الجديدة- وكانت نظرته برمتها إلى الأشياء تقوم على فكرة » الأب الذي تصدر عنه جميع الكائنات , والإبن الذي منه تكتسب جميع الكائنات حياتها والروح القدس الذي به ترتب كل الاشياء ترتيبا متناسقا أكمل تناسق . وليس هذا إلا ثالوث الأصل الأول والكلمة » اللوغوس « وروح الكون. وهو الثالوث الذي قالت به الافلاطونية الجديدة « (15).

وقد اقتبس المسيحيون ثالوثهم من الثالوث المصري هذا » بسبب قرب المسافة بين موطن الفكر الفرعوني والفكر المسيحي « (16).

» بيد أن نمو النزعة نحو التقشف والنسك جعل القساوسة ذوي الانحرافات الجنسية ينفرون من اشتمال الثالوث الإلهي على امرأة وأحلوا محلها عضوا غير ملموس هو الروح القدس « (17).

وكان قسيسو هيكل منفيس بمصر يعبرون عن الثالوث المقدس للمبتدئين بتعليم الدين بقولهم : » أن الأول خلق الثاني , وهما خلقا الثالث , وبذلك تم الثالوث المقدس « (1.

ولقد اعترف القس ( الياس مقار) » بأن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بعقيدة التثليث , وأن الهنود كانوا يؤمنون بعقيدة التثليث وهذا إنما يدل على شيوع هذه العقيدة في العالم تلك العقيدة التي جعلت العالم يقبل على النصرانية حينما صاغها اليهود على مثالها لأنها لا تتصادم أساسا مع عقائد آبائهم وأجدادهم « (19).

ومع اعتراف النصارى بأن العالم قديما كان يعرف عقيدة التثليث فهم يقولون : أن هناك مغايرة تامة بين عقيدة التثليث عندهم وبين عقيدة التثليث في العالم (20 ).

وقد حاول أحد اليسوعيين أن يفرق بين الثالوث البرهمي والثالوث المسيحي فقال : » إن ثالوث البراهمة وأمثالهم نجس , وثالوث النصارى مقدس « (21). وهي محاولة غير تامة وغير مجدية .

ويقول الدكتور أحمد حجازي السقا :

» إننا نسلم بهذه المغايرة لأن الذي يقتبس فكرة غيره ليضع فيها مباديء دعوته قد لا يسلم من أن يضيف شيئا أو ينقص شيئا , ولكننا لا نعفيهم من القول : بأن عقيدة التثليث التي كانت منتشرة في العالم هي التي ذكرتهم حين أرادوا قصر النبوة عليهم أن يجعلوا الإله الواحد الذي أخبر عنه موسى وعيسى والابن الذي أخبر عنه داود , والروح القدس الذي أخبر عنه عيسى , أن يجعلوا الكل إلها واحدا « (22).

هذه لمحة عابرة عن وجود التثليث في الأمم القديمة وانتقاله إلى العقيدة النصرانية لم نرد أن نطيل القول بذكر صور التثليث في جميع الوثنيات والمذاهب السابقة على النصرانية , فقد ألفت في ذلك الكتب المطولة (23). وفيما ذكرناه كفاية في الدلالة على ما أوردناه من التقاء النصارى بالأمم السابقة و تأثرهم بعقائد تلك الأمم .

ومن العجيب أن النصارى يعترفون بوجود عقيدة التثليث في الأمم السابقة ولكن بعضهم يرى أن وجود هذه العقيدة في تلك الأمم وفي النصرانية لا يدل على تأثر النصرانية لما في الأمم السابقة كما نقول , ولكن يدل على فطريتها ووحدة مصدرها في تلك الديانات جميعا . يقول حبيب سعيد :

» عقيدة التثليث منتشرة في أهم الأديان الوثنية قديما وحديثا ففي ديانة الفنيقيين نرى أنه كان لكل عاصمة من عواصمهم , ولكل مستعمرة من مستعمراتهم ثالوث . وثالوث المصريين اوزيريس وايزيس وحورس وثالوث الهنود بوذا وبرهما وفشنو وعند الصينيين ثالوث يعبرون عنه بمثلث متساوي الأضلاع والزوايا.

هذا الثالوث لم يأخذه المسيحيين عن الوثنيين , غير أن عقيدة الثالوث في المسيحية وغيرها مستقاة من مصدر واحد , مثل عقيدة وجود إله أو عبادة إله . فليس من أمة بلا معبود أو عبادة . ووجود هذه العقيدة عند غير المسيحيين ليس إلا للدلالة على أن مصدرها واحد هو الله نفسه « (24).

والواقع أن هذا الكلام غير مسلم به..فقد قامت الأدلة القاطعة على أن المسيحية في أول أمرها وعلى نحو ما جاء بها المسيح كانت ديانة توحيد . فإذا وجدناها قد انحرفت فيما بعد عن خط التوحيد , وأصبحت ديانة تثليث , ووجدنا أن التثليث فيها يشبه ما كان في الوثنيات القديمة , فإن ذلك يدل بالضرورة على تأثرها بتلك الوثنيات التي كانت موجودة في المناطق المجاورة لمهد المسيحية والتي انتشر منها دعاتها فيما بعد.

ويعترف مؤرخو الحضارة الغربية من المسيحيين أنفسهم بان رجال المسيحية الأوائل انحرفوا بالدين, وأدخلوا عليه تلك التصورات الوثنية : وقبلوا كثيرا من مظاهرها , ورأوا أن ذلك أدعى إلى قبول الوثنيين للدخول في المسيحية ولا ننسى في هذا دور قسطنطين الامبراطور الوثني.
يقول (داربر الأمريكي) في كتابه ( الدين والعلم) : » ودخلت الوثنية والشرك في النصرانية بتأثير المنافقين الذين تقلدوا وظائف خطيرة ومناصب عالية في الدولة الرومية بتظاهرهم بالنصرانية , ولم يكونوا يحفلون بأمر الدين , ولم يخلصوا له يوما من الأيام..وكذلك كان قسطنطين..فقد قضى عمره في الظلم والفجور , ولم يتقيد بأوامر الكنيسة الدينية إلا قليلا في آخر عمره ( سنة 337م ).

إن الجماعة النصرانية وإن كانت قد بلغت من القوة بحيث ولت قسطنطين الملك , لكنها لم تتمكن من أن تقطع دابر الوثنية وتقتلع جرثومتها . وكان نتيجة كفاحها أن اختلطت مبادئها, ونشأ من ذلك دين جديد , تتجلى فيه النصرانية والوثنية سواء بسواء...

وان هذا الامبراطور الذي كان عبدا للدنيا , والذي لم تكن عقائده الدينية تساوي شيئا , رأى لمصلحته الشخصية ,ولمصلحة الحزبين المتنافسين- النصراني والوثني- أن يوحدهما , ويؤلف بينهما حتى أن النصارى الراسخين أيضا لم ينكروا عليه هذه الخطة. ولعلهم كانوا يعتقدون أن الديانة الجديدة ستزدهر إذا طعمت ولقمت بالعقائد الوثنية القديمة ! وسيخلص الدين النصراني عاقبة الأمر من أدناس الوثنية وأرجاسها « (25).

ويقول (برنتن):

» إن المسيحية الظافرة في مجمع نيقية – وهي العقيدة الرسمية في أعظم امبراطورية في العالم – مخالفة كل المخالفة لمسيحية المسيحيين في الجليل ( أي المسيحية الأولى) , ولو أن المرء اعتبر العهد الجديد التبير النهائي عن العقيدة المسيحية لخرج من ذلك قطعا , لا بأن مسيحية القرن الرابع تختلف عن المسيحية الأولى فحسب , بل بأن مسيحية القرن الرابع لم تكن مسيحية بتاتا « (26).

وهكذا يتبين بوضوح الجذور التاريخية لعقيدة التثليث في الديانة النصرانية وأنها ليست عقيدة صحيحة.

_______________________________________________

1) الدكتور احمد شلبي / المسيحية ص 130, 131 .
2) د. ابراهيم مدكور /تاريخ الفلسفة ص 6 نقلا عن الدكتور أحمد شلبي / المسيحية ص 131 ط 5 .
3) دوان / خرافات التوراة وما يماثلها في الأديان الأخرى ص 366 نقلا عن الأستاذ محمد طاهر التنير / العقائد الوثنية في الديانة النصرانية ص 19 .
4) دوان / خرافات التوراة وما يماثلها في الأديان الأخرى ص 366 نقلا عن الأستاذ محمد طاهر التنير / العقائد الوثنية في الديانة النصرانية ص 20 , 21 بتصرف .
5) انظر انجيل متى 3 : 16 , و انجيل مرقس 1 : 10 و انجيل لوقا 3 : 22 وانجيل يوحنا 1 : 32 .

*أطلقت هذه الكلمة على القوة المستترة التي تلاشي الكائنات واحد بعد الآخر وتدمرها . ( انظر محمد فريد وجدي / دائرة معارف القرن العشرين ج 2 ص 155 ) .
6) محمد فريد وجدي / دائرة معارف القرن العشرين ج 2 ص 155 .
7) رسالة يوحنا الأولى 5 : 6-9 .
محمد طاهر التنير / العقائد الوثنية في الديانة النصرانية ص 22 .
9) المرجع السابق ص 24 .
10) هـ . ج . ولز / معالم تاريخ الإنسانية جـ2 ص 467 .
11) المرجع السابق ج 2 ص 469 .
12) في المرجع » أفلاطون « والصحيح » أفلوطين « حسب سياق الكلام .
13) H.G. Wells-Ashort history of the world P.169
نقلا عن كتاب الدكتور أحمد شلبي / المسيحية ص 132 , 133 بتصرف .
14) ابراهيم سليمان الجبهان / معاول الهدم والتدمير في النصرانية وفي التبشير ص 58 .
15) السيرجيون . أ . هامرتن / تاريخ العالم المجلد الرابع ص 369 , 370 أشرف على ترجمته العربية قسم الترجمة بوزارة التربية والتعليم بمصر .
16) د. سامي جبره / في رحاب المعبود توت ص 24 نقلا عن الدكتور أحمد شلبي / المسيحية ص 173 .
17) د. عصام الدين حفني ناصف / المسيح في المفهوم المعاصر ص 56 .
1 دوان / خرافات التوراة وما يماثلها في الأديان الأخرى ص 473 نقلا عن كتاب الأستاذ محمد طاهر التنير / العقائد الوثنية في الديانة النصرانية ص 26 .
19) الذكتور أحمد حجازي السقا / أقانيم النصارى ص 88 .
20) المرجع السابق ص 87 .
21) الشيخ محمد رشيد رضا / تفسير المنار ج 6 ص 89 .
22) أقانيم النصارى ص 87 , 88 .
23) من أمثال : العقائد الوثنية في الديانة النصرانية لمحمد طاهر التنير وكذلك تاريخ العالم للسيرجيون . أ . هامرتن ومعالم تاريخ الإنسانية هـ . ج . ولز وقصة الحضارة ول ديورانت .. الخ .
24) أديان العالم ص 304 , 305 .
25) نقلا عن أبو الحسن الندوي / ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ص 185 , 186 .
26) نقلا عن الشيخ محمد قطب / مذاهب فكرية معاصرة ص 11 , 12 .



 
 
Page generated in 0.06316 seconds with 10 queries