[نوح عواضة]

الجهة الأخرة من العالم

الأغاني الحزينة المتكررة في أُذني
تُرافقها أمطار الشتاء الحزينة
و الصيف الحار يلوّح من بعيد ,
الكؤوس المتسخة بحرة الشفاه
بعد سهرةٍ طويلةٍ في عالمٌ غريب
طالت كثيراً ورقص الجميع
على لحنٍ حزين ,
الصباح يأتي وفي شمسه
أشعة كسولةٍ دافئة
تدفعني للذهاب إلى العملِ حزين ,
الورود نائمةٌ نهاراً
و العود لم يعد لديه رنة كما كان
في زواياه تراباً رمادياً قديم ,
أطفالُ الجهة الأخرة من العالم
يلعبونَ ببقايا ألعابٍ عثرو عليها
في أكياسِ القمامة ,
الجهة الأخرة من العالم
حيثُ تكون الشمس
في الجهة الأخرة ,
حيثُ لا طيور تُغني
ولا موسيقى تُعزف
و البؤوس رداءٌ رسمي ,
الناس تبكي كثيراً
ولو تسأل عن السبب
لقالو لكَ أنه شيءٌ إعتيادي ,
يأخذو الكُتبُ المقدسة
الإنجيل و القرآن
يقرؤها حتى آخر ساعات الليل ,
ويعود في الصباحِ عند ظهور القمر
إلى أكواخِ عملهم
عمّال تنظيف , حرّاس , عمّال
ثُم ينتظرون الليل ,
وللقمرِ كُل القصة
حيث يترقبو اكتمال البدرِ
ينتظرون آخرَ الشهرِ .



نوح عواضة
8/9/2008