قبل سنوات تجولت مالو هلساورانا سلام في أسواق دمشق وحلب، ثم استولت عليهما الدهشة للتناقض الواضحبين جرأة وإثارة الملابس الداخلية المعروضة في واجهات المحلات وبينالمجتمع السوري المحافظ الذي تحيا فيه نساء كثيرات محجبات.
وسرعانما قررت مالو هلسا ورانا سلام أن ينشرا كتاباً مشتركاً حول هذا الموضوعغير المألوف، وهو الكتاب الذي ظهر مؤخراً لدى دار "كرونيكل بوكس" في سانفرانسيسكو تحت عنوان "الحياة السرية للملابس الداخلية السورية: الحميميةوالتصميم".
وقد دعمت المشروع مكتبة الأمير كلاوس الهولندية.
تلاعب وإثارة حسيةتظهرالصور الملونة المكلفة المطبوعة في الكتاب ملابس عديدة مزينة بعناصرمختلفة من بينها طيور وفراشات وريش، وأيضاً عقارب وزهور وفراء. الخرزواللألئ والمطرزات تزين السوتيانات والكيلوتات.
بعض الملابس الداخليةيمكنها عزف الموسيقى، بينما تصدر من ملابس أخرى اهتزازات أو أضواء. هناكملابس داخلية مثيرة يمكن أكلها، وأخرى مغلفة بالشكولاته والبيض.
من بينتلك الملابس نجد ملابس من قطعة واحدة مشغولة بالإبرة، مثلما نجد قطعاتستوحي ملابس الرقص الشرقي.
ليس من النادر أن تدفع بعض تلك الملابسالمثيرة للضحك، مثلاً عندما يمكن استخدام جوارب من الفرو المصطنع كمسندللهواتف الخليوية.
هذا الكتاب لا يتضمن صور الملابس الداخلية فحسب، بلأيضاً صور موديلات شقراوات يرتدين تلك الملابس، وهن في الغالب من أوروباالشرقية. هذه الصور مأخوذة من الكاتالوجات المعروضة في المحلات التي تبيعلملابس الداخلية رغم الحظر الصارم على عرض العري الأنثوي على الملأ.
أحدالذين قابلتهم مالو هلسا هو الكاتب والناشط السياسي السوري عمار عبدالحميد الذي يحيا في المنفى في الولايات المتحدة.
عبد الحميد يصف سورياباعتبارها بلداً يحيا في صراع بين الثقافة التقليدية وثقافة ما بعدالحداثة.
"إذا تأملتي في مقطع طولي في الثقافة السورية ستكتشفين أن هناكطائفة متنوعة من القيم الثقافية تمتد على مساحة زمنية تُقدر بألف عاموكلها تتعايش في هذه اللحظة التاريخية بجوار بعضها البعض."
الثقافة الشعبية في الشرق الأوسطمنذ فترة طويلة ومالو هلسا ورانا سلام مشغولتان بتقديم الثقافة الشعبية فيالشرق الأوسط للغرب. مالو هلسا ذات الجذور الأردنية والفلبينية نشرت عدداًكبيراً من النصوص حول هذا الموضوع في بريطانيا والولايات المتحدة، وهي فيالوقت نفسه إحدى مؤسسات مجلة "تانك" الثقافية، كما أنها كانت شغلت منصبالمدير التنفيذي لمكتبة الأمير كلاوس.
ومن الكتب التي ساهمت في تأليفها: "خلق مساحات من الحرية" و"ثقافة المقاومة" و"ترانزيت بيروت" و"ترانزيتطهران" (الذي صدر بالألمانية أيضاً تحت عنوان "ترانزيت طهران: البوب والفنوالسياسة والدين).
أمارانا سلام فتعود جذورها إلى لبنان وهي درست في كلية القديس مارتن المركزيةللفنون والتصميم وفي الكلية الملكية للفنون في لندن.
وهي تستلهم فيتصميماتها الثقافة الشعبية وفنون الشارع في الشرق الأوسط. وتعمل رانا سلاملمنظمات كبيرة مثل متحف فيكتوريا وألبرت، مثلما تعمل لشركات وتجار مثلليبرتي وهارفي نيولس وباول سميث.
مقالة مالو هلسا بعنوان The Lingrie Culture of Syria، أي: عن ثقافة الملابس الداخلية في سوريا، تأخذالقارئ في رحلة إلى دمشق وحلب وإلى مصنعي تلك المبلابس وتجارها هناك. لقدأصبحت الملابس الداخلية المثيرة جزءاً أساسياً في "جهاز" العرائسالسوريات.
"إذا لم يشتر العريس ملابس داخلية لزوجته المقبلة، فإن العروسنفسها تفعل ذلك أو أمها، وليس من النادر أن يتجمع لدى العروس حتى ليلةالعرس ما يقارب الثلاثين طاقماً."
وتحتوي المقالة على صور التقطتهاالمصورة اللبنانية رين محفوظ، وفيها يرى القارئ نماذج للملابس ومصانعهاوواجهات عرضها وكذلك المحلات التي يقوم فيها الرجال ببيع الملابس الداخليةللنساء المحجباتالمجتمع السوري والجنسفي الكتابتسأل مالو هلسا الكاتب عمار عبد الحميد عن سمعة المجتمع السوري في المنطقةكمجتمع يحب الحياة بل ومجتمع إباحي أيضاً.
يرد عبد الحميد قائلاً "إنالناس في المجتمع السوري تتحدث بشكل مباشر عن الجنس الذي يراه الناس شيئاًبدهياً. قد يدهش هذا البعض لأنهم يعتقدون أن المجتمع السوري مجتمع محافظ."
غير أن اللقاءات التي تضم نساء ورجالاً تشهد نقاشات صريحة عن الموضوعاتالجنسية.
"أحياناً لا يلعب في ذلك أي دور ما إذا كان الناس متدينين أو لا،كما أن النكات الجنسية شيء عادي تماماً في الحياة اليومية في سوريا."
إنهينظر إلى جرأة الملابس الداخلية السورية نظرة منقسمة.
من ناحية "تصبحالنساء هكذا ألعابا جنسية. من المحظور عليهن بالطبع أن يثرن غرائز الرجالالآخرين، بل أن يتدللن أمام الزوج في المنزل فقط.
وبالتالي فإن على المرأةأن تشبع شهوة الرجل الجنسية وأن تثير غرائزه بملابسها وأن تفعل كل مايتوقعه منها." ولكن في الوقت نفسه "فإن هذا يمنح النساء قدراً من الرقابة،إذ يمكنهن استخدام الجنس لإحكام السيطرة على الرجل."
إحدى الأفكارالتي يعبر عنها الأشخاص الذين أجرت معهم المؤلفتان حواراً والذين يُستشهدبأقوالهم في الكتاب هي أن من واجب المرأة تسلية الرجل وإمتاعه، مثلاًبالرقص له.
البعض يدعي أن القرآن ينص على ذلك ويدعو إليه.
ويرى عبد الحميد أن هذا ليس صحيحاً، "ولكن هناك آلاف من الأحاديث النبوية التي تؤكد على هذا التصور لدور المرأة".
بالتأكيد، هناك بعض السوريين الذين يعتقدون أن المرأة التي "تسلي" زوجها في المنزل تمنعه بذلك من أن يبحث عن متعته مع نساء أخريات أو مع بنات الهوى، وبذلك يقل خطر زواجه مرة أخرى
SYRIA "حسام*عاشق من فلسطين*ناطرك" We Ask The Syrian Government to STOP Banning Akhawia"
|