الحُلم وَ التـُراب وَ الألوان المُقتـَضبة
أما بـِ النسّـبة لألوانهِ التـُرابية وَ مَحدودية الباليته التي يَسّـتـَقي مِنها ألوانه فيقول :
" صرتُ أكرَهُ كُلَ الألوان ، أريدُ لونـَا ً واحِدا ً وَ درجاته
فـَ حينَ خـُلِقت الأرض لم يَكنْ هُناكَ سِّـوى ترابٌ وَ سَـماء
وَ أنا عمَومَا ً أميلُ للألوان الأرضية وَ قد صارَ لديَّ عَمى ألوان
أما السِّر وَراءَ كَراهيتي للألوان هُو قِلة الجَدوى
ثمَ إني لا أريدُ أن أثبتَ لأحد ٍ شَـيئا ً
إذا كانَ المَرءُ صادِقا ً مَع نفسـه يَنبغي أنْ يكونَ أمينا ً لـِ مُحيطه وَ بيئته
فما هِيَ الألوان المَوجودة في سـوريا حَتى يَعكسها الفنان فِي لوحته ؟
حَتى سوق ِ البزورية لم يَعُدْ فيهِ ألوان
أنتَ تـَعيـشُ في مُحيطٍ ألوانهُ قـَليلة وَ مُقتضبة
لا أدري مِن أينَ يَجيءُ الفنانون بـِ الأحمَر وَ الأزرق !
فـَ حَين نـَحّبسُـك فِي غـُرفةٍ خـَضراء لا شَـك أنكَ سَـترسم " الأخضر "
قلُ لي ما الذي تـَراهُ حينَ تنزل إلى " مَطار دمَشـق " غيرَ الأبيض وَ الأسوَد وَ اختِفاء الألوان ؟
هذا عَدا أنهُ قد نشَـأ لديَّ ردة ُ فعل ٍ عَلى الحرمان التي فـَرضتها التقاليد الفـَنية
التي تقول إحدى قـَواعدها مَثلاً : أنهُ لا يَجوز اسـتخدام اللون الأسـوَد ! "
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "
|