****
الثلج
تـكثَّـفَ الــهــواءُ الأبـيـض، وتــبــاطـأ وانــتــشــر
كـالـقـطـن المنـفـوش في الـفـضـاء. وحـين لامــس
جـَسَــدَ الـلـيــل أضـاءه مــن كــل نـاحـيـة. ثــلــج.
انـقـطـع الـتـيـار الـكـهـربـائـي، فـاعـتـمـدت عـلى
ضــوء الـثـلـج لأهـتـدي إلــى الممــر، الــفــاصـل
الموسيـقـي، بـين جـدارين، فـإلى الغرفة المجاورة
لشـجيـرات الـنخـيـل السـت الـواقـفـات كـراهـبات
عـلـى كـتـف الـوادي. فـَرَحٌ شِـبـْهُ مـيـتـافـيـزيـقـي
يـأتـيـني مـن كـُلِّ ما هـو خـارجي، وأَشكـر الـريح
الـتـي جـاءت بالـثـلـج مـن أقـالـيـم لا تـصـل إلـيهـا
إلا الـروح. لـو كـنـتُ غـيري لاجتهـدت في وصف
الـثــلــج. لـكــنـي إذ أنـخـطـفُ فـي هـذا الــعـشــب
الـكـونيّ الأبـيض، أتـخـفـف مـن نفـسي فـلا أكـون
أنـا، ولا أكــون غــيـري، فـكـلانـا ضـيـفـان عـلى
جــوهــر أبـيــض، مـــرئــي وواســـع الــتـأويـــل.
وحـين عـاد الـتـيار الـكـهـربـائـي، أطـفـأت الضوء
وبـــقــيـت واقــفــا أمــام الــنـافـذة لأرى كــم أنـا
هـــنـــاك... طــيــفـــاً فــي مـــا وراء الــثـــلـــج !
درويش
وجعي تراث الناي يشرب من دمي بوْح الغروب و صُفرة الأهدابِ
أمرُّ باسمكِ إذ أخلو الى نفسي
|