لماذا يبدو الغناء رائع عندما ينبع من مشاعر حقيقية
ولماذا تبدو الوجوه منارة عندما تكون حافلة بثقة هدفية
لما تبدو الكلمات جبارة عندما تخرج عن انفعال روحي
ولما تبدو الاوتار حساسة عندما تحضنها الاصابع بطريقة وحشية
لما يبدو الابداع واضح عندما يتجلى بتمثال وتفاصيل متعب التمعن بتفاصيلها
لما تتقد الثورة بوجه رجل عادي لديه المقدرة على ان يطحن الحجر في يده غضبا حزنا والما
رافضاً رميه بهمجية علَ الشظايا لا تصيب طفلا
ولما تبدو اللوحة ملمعة بألوان تطرق ابواب غريبة بداخلنا عندما تتجرد تلك الاشياء النابعة من مكان ما فينا
لما يصفق الجمهور دائما لشئ يحسه جامح ولا يفهمه ولكن يشعر به
كل تلك الاشياء و عامل مشترك
الاحاسيس
. . .
كل شئ له طعم خاص جدا ليس من السهل تذوقه
وان لامس طرف لسانك اصبح سُكره اكثر من ملحهِ تبخرا
هل يتجلى النجاح بالدخول الى حقيقة الاشياء بداخلنا والاحساس بها جدا حتى تبدو حقيقية ومميزة بشكل ما يعطي طعم للحياة
هل ذلك يعني ان صوت العزف حتى لو كان نشاذ فهو نابع من شئ صادق ويستحق التقدير
وهل لذلك احب اللوحات المخططة بخطوط غير مفهومة ابدا ولكنها رائعة بكل ما فيها
هل ذلك يعني ان تعمقنا بالحزن ودخولنا بين طياته هو شكل من اشكال الشعور بالاشياء الحسية المتراكمة
هل الفشل يدخلنا في دوامة الشعور بالاشياء
هل أُسمي ذلك نجاحا ايضا
اسمي, ويسمي, ويسمون
كلها اسماء اخترعناها
حتى لو كانت الاسماء متشابهة فالاشياء التي تدل عليها الاسماء مختلفة
تعبت من تحريهم وبحثهم طيلة الوقت وراء ادمي
بحثهم عن معنى ذلك الذي يسمى بني ادم
في حين انهم نسوا التحري عن معنى بشري
بني ادم ذكري
وحتى لو قلت بني حواء
فيظل ايضا المعنى ذكر ادم
احجية الدجاجة والبيضة مرة اخرى
نحن لم نتميز بل عقل
بل بمقدرتنا على الاحساس بالاشياء بطريقة مختلفة ومميزة نحن نخلقها
وعلى قدرتنا بالاندماج بالاشياء حتى نكملها
وان كنا نتميز نحن بالعقل
فالكلاب تتميز بالوفاء
والحمام الذاجن بالعودة
والدلافين بالالفة
نحن لسنا اكثر تميزا من غيرنا
لكننا جمعنا كل الصفات السابقة في بشري
وما العقل سوى حثالة دون تلك الاشياء
لنتحرى عن بشري سادتي وننسى اساطير التفاحة
من دواعي سرورك ان تغوص في اعماق صورتك
تمضها بعينيك وذرايعك
وقلبك يلهو احيانا بخفقانه
وبصخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة
فانتما تغمضان لا تبوحان
|