وبينما كانت شهرزاد في مضجعها تؤلف احدى قصصها الغريبة الحبكة
امر الملك شهريار سيافه المقدام
بإحضار المسؤول المباشر عن خزينة المملكة
في العاجل ، مسلسل الاقدام
فقد علم شهريار بان أمول مملكته مبعثرة
وأحوالها المالية معثرة
حضر الوزير مسلما امره للقدر
آملا وقوع المستحيل واستمالة قلب الملك بالعطف
فاعترف ان المملكة تعاني من الهدر
وان هناك من العاملين في البلاط الملكي الذين لا يعدلون عن السرقة من الخزائن والخطف
فغضب الملك واقسم بمحصول الصيف وامطار الشتاء
ان يمزق جسده إلى اشلاء
ووسط البكاء وكلمات الاستجداء
كانت شهرزاد تفكر في حل سريع
ينقذ الموقف ويرفع الشقاء
تخلّص به الرجل من هذا الموقف المريع
فقالت محدثة الملك السفاح :
يا مليكي ويا مولاي الغالي
ادامت الآلهة رايتك مرفوعة بالعلالي
لدي لمشكلتك حل سريع
ينقذك وخزائنك من هذا الوضع المريع
فقال الملك الغاضب :
تكلمي واسرعي بكلامك
قبل ان تغدي مقيّدة وهالكة كالرجل الواقف امامك
واجعل من عذابه عينة صغيرة لعذابك
اقتص من كل مواطن مبلغ كبيرا من المال
تعيد به الحياة إلى خزينة المملكة لتصبح الحياة بأفضل حال
ولتجعل اسم الجزية (( ضريبة الرفاهية ))
وضف إليها بنود معقدة لتجعلها شبيهة بالاحجية
ولماذا هذا اللف والدوران ؟!
لتضمن شرعية منح الاستثناء لاحبابك واقرابائك وبقية الخلان
وما هو المقابل الذي سأمنحه للعبادي الاذلاء
كان سؤال الملك شهريار معضلة
الا ان شهرزاد بفطنتها استطاعت ايجاد حل للمشكلة
الا يكفي انك تؤمن لهم مجانا هواء التنفس عوض عن البحث عنه والشقاء !؟!
عمل الملك بالحل المطروح
مع ان واقع الشعب المادي في ظل المملكة لا يوصف إلا بكلمة (( المنكوح ))
فبانقاذ شهرزاد احد كبار المملكة وحكمائها
قامت بمعاقبة الشعب بدون علمها
وبذلك بقيت شهرزاد يوم آخر على قيد الحياة
رغم تعذيبها الغير مقصود للشعب .. بدافع الشفقة ..
واضافت هما جديدا على كاهل الشعب المتنفس للشقاء
فحلها هذا لف على رقابهم حبل المشنقة