الموضوع: مشروع غربة
عرض مشاركة واحدة
قديم 17/11/2008   #8
شب و شيخ الشباب مجنون يحكي وعاقل يسمع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مجنون يحكي وعاقل يسمع
مجنون يحكي وعاقل يسمع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
وين يعني مبيني العصفورية
مشاركات:
732

افتراضي


بطرف العين أراقب الجالسين بجانبي , أخجل أن يروها , أمسح تلك الدموع بأطراف الأصابع المرتعشة , وأبحث عن كأس الماء , محاولا إزالة الإختناق, ويمر شريط الرحيل بذاكرتي من لحظة محاولتي الهرب من وداع أطفالي الصغار , وحتى لحظة وصول أصابعي المرتجفة إلى كأس الماء
أتعبتني يا عزيزي سامحك الله , وأقول لك كما قال المتنبي
والظلم من شيم النفوس فإن تجد
ذا عفّة فلعلّة لا يظلم
ويبدو أننا لم نجد من نظلمه لنثبت إنسانيتنا , ولأن قلبنا وعقلنا لا يطاوعنا على ظلم الناس , ولأننا نتمنى أن نكون المظلومين لا الظالمين , قررنا أن نظلم أنفسنا , قررنا الرحيل
كنا مثلك نتألم من الوطن لأننا في حضنه , وعند البعد عنه تألمنا عليه , وفي الحالتين نحن المتألمين, أليس من الأفضل أن تبكي على الحبيب من أن تبكي منه
لا تنتظر معجزة , فالزمن لا ينتظر والقطار لا يتوقف , " والولاد عم يكبرو ما بيقدرو ينطرو تا يصير في حكومة , كاسك خيي بو طوني"
هل تسمح لي ياعزيزي باستعارة هذا الدفق من الحب والألم والضياع الذي أسقيتنا منه مقدمة لكتابة مذكرات مجنون بعد الرحيل , وأقوم بنشرها على صفحات الأخوية
وأنا أنتظر الرد , وأتمنى بعد قليل عندما أتصل بالصغار أن تقول لي أمهم
عم يلعبو الولاد ...عم يلعبو
تحت السما الزرقا
على الأقل أتذكر أن السما هناك ما تزال زرقاء وما يزال الأولاد يلعبون , وما تزال تسمع صهيل ضحكاتهم

أنا الآن لا أخشى الإله مطلقا. ربما يعود ذلك إلى أنني نفذت تعاليمه. لا أخاف الموت لأنه لا يساوي شيئاً. وكما أنني لا أساوي شيئا بدوري، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذ جاء ذنب مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02360 seconds with 11 queries