عرض مشاركة واحدة
قديم 01/11/2008   #22
صبيّة و ست الصبايا personita
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ personita
personita is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
بلاد الغُرب أوطاني
مشاركات:
932

افتراضي


لستُ أرى رأيَك يا صديقتي فإن افتخرَ أيٌّ منّا بعرقِه فهذا لا يعني البتّة احتقاره أو التقليل من أهميّة الأعراق الأخرى! وإن كنتِ يا عزيزتي تعانين من مسألةٍ كهذه فالأمرُ شخصيّ لا يُمكنه أن يندرج في الإطار العامّ... أذكر أنّك سألتِ مرّةً سوريويو عن نسبِه! نسبي وعائلتي بحسب التاريخ يعودان إلى أكثر من أربعمئة عام ولديّ إثباتات ووثائق تؤكّد ذلك! وهذا أيضاً لا يمنعُ احترامي ومحبّتي لمن كانَ بلا نسب!
أن نتّهم من يفتخر بقومِه بالعنصريّة فهذا اتّهامٌ باطل لأنّ الاتّهام يكون للعار لا للافتخار.
أمّا إذا كان المفتخرُ هذا يكيل العداء إلى الأعراق والأقوام الأخرى وينتقص منها فسأسبقك إلى اتّهامه بالعنصريّة!

صديقي: ثم ماذا بعد الأربعمائة عام؟ لا بد و أن تصل إلى فرع في "الشجرة المباركة" تتوه بعده! هل كنت سريانيا أبدا و أبدا؟ ماذا قبل السريان؟ ثم تستطيع أن تجزم أن أحدا من أجدادك لم يختلط مع غيره من الأعراق؟
أن تعرف نسبك و انحدارك شيء جيد، لكن، في حد ذاته هذا الانتساب لا يعني لي شيئاّ، بالنسبة لي لا هو مصدر فخر و لا عار!!
لكن قد تتفق معي أن الأنساب غالبا ما كانت مصدرا للحقد و التمييز العنصري، لمجرد أن غباء أحدهم أوحى إلبه بأن نسبه هو الأعرق و الأنقى و الأشرف (و نحن العرب على رأس القائمة)، و يؤسفني أن يستعمل المضطهدون ذات المعيار، و لذلك أنا لدي موقف من هذا الموضوع، لأنه غالبا ما يغذي الأحقاد و الفكر القومي المتعصب!
و مع ذلك أقول لك، "لكم رأيكم و لي رأي"

سبقني الفتى الرّهاويّ إلى الردّ مشكوراً، فالسريانيّة يا صديقتي حيّة بأدبها الدنيويّ وقد ذكرتُ ذلك في المشاركة السّابقة وأرجو منك أن تقرأي برويّة وتمعّن حتّى لا نعيد السّابق! وما أضافه الزّميل أورهوي يدرأ عنّا تعب الكلام

عزيزي. لقد قرأت بروية، و لو قرأتَ "بروية" ردي أعلاه، لرأيت أنني أشكر "الفتى الرهاوي" على تصحبحه لمعلوماتي، فأنا لم أكن أعرف أن للسريانية ناطقون بها كلغة أم، و كل ما كنت قد قرأته عنها من قبل كان يشير إلى العكس و حتى خلال دراستي بالجامعة قُدِّمت لنا على أنها لغة ميتة.

أرجوكِ يا بيرسونيتا أن تميّزي بين دعوات الكاتب المتطرّفة وبين دعواتنا نحن! فإنعاشُ لغة قومٍ مضطهدين (وما زالوا كذلك) لا تعني نكران لغة الحاضر ورذلها!
وأنا من بين الذين يعشقونَ لسانَهم الأمّ (العربيّة) فهو لسان الأمّ ولا أحسبُ موجوداً من هو أغلى منها! ومع ذلك فقد واظبتُ على تعلّم لغة قومي (السريانيّة) وعشقتُها إلى حدٍّ بلغت عندَه منّي مبلغاً لا يوصف... ولهذا فسؤالك أعلاه سبقتْ الإجابةُ عنه!

و أعود و أقول أن تحاملي كان على الطرج المتطرف للنص الأصلي و ليس على السريانية، فمن الطبيعي أن تعشق لغتك، فكل لغة أم، من منطلق ذاني و ليس علمي، هي بالنسبة لمتكلميها الأجمل لأنها التي تعبر عنهم، و هذا لا يعني أن اللغات الأخرى هي أقل شأنا، فالوظيفة الأساسية لكل لغة هي التواصل، و مادامت تؤدي هذه الوظيفة بأمانة، فهي متساوية في الأهمية.

فأمّا عن اللهجات فمهما بلغتْ لن تصلَ ما وصلتْ إليه الفصحى! لأنَّ العاميّة تقتصر على مفردات ضئيلة لا قواعد لها وكما تعلمين إنَّ النحوَ أهمّ ركنٍ من أركان اللغات وبدونه لا يُمكن اعتبار لهجة أو لسان ما لغةً!

صديقي، أعود و أقول أنه التطور الطبيعي للغات: اللغة العربية الفصحى، مهما أحببناها، و أنا أول عشاقها، لا بد أن يأتي عليها يوم و تموت ليس الآن و لا غدا و لكن عندما تنتهي دورتها الحياتية، ذلك لأنها تنحَّت عن الشارع و اقتصرت على الثقافة و الأدب، و صار الشرخ بينها و بين بناتها من اللهجات كل مرة أوسع، لدرجة أن العربي الأمي الذي لا يدخل المدرسة لا يفهمها، و العربي الشرقي لا يفهم لهجة المغربي (و للعلم، اللهجة المغربية الآن لها قواعد و قواميس و منهجية تعليم)، و كل اللغات الحالية (بما فيها العربية) كانت سابقا لهجات تفرعت عن لغات أخرى، لترتقي بعدها مع الاستعمال إلى درجة لغة، كلها تبدأ فقيرة ثم تغتني و تزدهر مع الوقت.
أكرر، ليس هذا ما أريده للعربية و ليس ما أطالب به، لكنه التحول الطبيعي لأي لغة.

اللغة الآراميّة هو المفهوم الأوسع، وضمنه يُمكن لنا أن ندرجَ اللغة السريانيّة، وهذه الأخيرة هي أفصح لهجات الآراميّة ولغة مملكة الرّها (إديسّا)! الأسماء جاءت بسبب ترجمات الكتاب المقدّس فكلّما وجدَ الناقلُ اليونانيّ كلمة "آراميون" أو "آراميّة" نقلها إلى "سريان" (سوريّون) و"سريانيّة"!
الموضوع شائك ومن الصّعب شرحه في كلمتين ولكن علوم الاستشراق تميّز بين الكلمتين فالآراميّة هي الكلمة المطلقة على جميع اللهجات المدرجة تحت هذه التسمية فأما السريانيّة فهي امتداد الآراميّة حتى اليوم!
ولتوضيح ذلك سأعطيك مثلاً عن العربيّة... وكما تعلمين إنَّ العربيّة ليست لغةً واحدة ولا لغة قبيلة واحدة، ولهذا تجدين أئمّة اللغة مختلفين في قبول رأي هذه المدرسة أم تلك... فالبصريّون يجيزون أشياء يحرّمها الكوفيّون... والقرشيّون يحرّمون ما يجيزه التميميّون وهلمّ جرا.
عربيّة اليوم هي لهجة أهل قريش التي فرضتْ نفسها فرضاً دينياً لا أكثر ولذلك ترين مرجع اللغة الوحيد هو القرآن المكتوب بلهجة القرشيّون التي سادت العربيّة حتّى اليوم.
العلوم اللغويّة لا تعتمد الإيمان مصدراً للتصنيف والأحكام بل تنظر إلى جمالِ اللغة ووقعها وتركيبها... إلخ.

شكرا على الشرح الوافي! قم للقرصان وفِّه التبجيلا..

وبرهاني هو العبريّة التي ما أن عادت إلى الحياة (يتكلّمها عدة ملايين) حتّى تفوّقتخلال أقلّ من قرن على العربيّة (يتكلّمها عشراتالملايين)!

حسب موسوعة إنكارتا ل 2006 يبلغ عدد ناطقي اللغة العربية 422,039,637 نسمة. سكان الوطن العربي 329 مليون (حسب تقديرات استخبارات أمريكا ل 2006 لا يتضمن العرب خارج العالم العربي.

عدد الناطقين بالعبرية: 6.5 مليون (بما في ذلك عرب 48 و بعض الفلسطينييين في الضفة الغربية و غزة.


و لك مني أجمل التحايا و لكل المحاورين!




لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03682 seconds with 10 queries