لا أكتـُمكَ يا أخي أنني ما رأيتُ الرجُلَ العَظيم حَتى الآن !
لأنَ العيونَ لا تزالُ في خشوتها قاصِرة عَنْ تفحُص ِ أية عَظمة , فإننا في عَهدِ سِيادةِ الشعوب
وَ لكَمْ رأيتُ أناسا ً مِنَ التعاظم ِ يَتمطى وَ يَنتفخ وَ الشَعبُ يَصيحُ مِنْ حوله :
هذا هوَ الرجُلُ العَظيم .
وَ لكن ما يُفيدُ مَنفـَخ ُ الحَدّاد وَ تمَدُده إنْ كان الهواءُ لا يَلبَثُ فيه ؟
هكذا يَخرجُ الهواءُ أيضاً مِنَ الضفدع حينَ يَنتفخ َ ليَنشَق.
وَ ليسَ أشدَ تسلية ً مِنْ غرز ِ مِنصَل ٍ في جلد ٍ مُنتفخ
فاسمَعوا هذا يا أبنائي :
إنَ يَومنا هذا يومُ الشعوب فمَنْ لهُ أنَ يُميز َ بينَ الكَبير ِ وَ الصغير ِ فيها
وَ مَنْ لهُ أن يَطلبَ العظمة فيظفر بها غير المَجانين , وَ هل مِن ظافِر ٍ غير مَنْ فقدَ رشده ؟
أراكَ تفتشُ عَن ِ الرجل ِ العظيم أيها المَجنونُ الغريب , فمَنْ أوعَز َ إليكَ بهذا ؟
أفي مِثل ِ هذا الزمان يوجدُ العَظيم , أيها المُراوغ ؟
لماذا تحاولُ نصّبَ شِراكِكَ أمامي ؟
هكذا تكَلمَ زارا ..
وَ قد سَردَ همومَهُ ضاحِكاً وَ سارَ في طريقه ,.
" أعطني سـَريراً وكِتاباً تكونُ قد أعطيتني سـَعادتي "