الموضوع: مجرد سؤال
عرض مشاركة واحدة
قديم 11/10/2008   #24
شب و شيخ الشباب rafik01
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ rafik01
rafik01 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
مشاركات:
121

افتراضي


كانت أمى تجلس فى مواجهة جدتى والدموع تملأ عينيها وهى تأن أنين ينفطر له القلب..
-"أمى لا أريد العودة.. لا أريد.. أرجوكى يا أمى لا ترمونى اليه ثانية.. أرجوكى.."
نظرت جدتى للأرض وعينيها باتت مهزومة حزينة وزائغة كمن يبحث عن كلمات ليقولها فتهرب منه..
-"ابنتى لا تخربى بيتك بيدك.. بعض الاحتمال وسيكون كل شئ تمام.. وبعد ما جيبتي له الولد أكيد.. أكيد الوضع هيتحسن..و..و.." فرت الدمعة على وجنتيها ساخنة وسالت حتى ذقنها لتسقط على وجهى فتملؤنى رعبا..
ما هذا الحديث وما أسخفه..
من هو أبى ولماذا تخافه أمى هكذا ولماذا لم تستطع جدتى أن تنصف أمى ان كان الحق معها ولماذا لم تدافع عن أبى اذا كان مظلوما..
يا الهى لا يوجد أحد العب معه فالجميع صامتون ونظراتهم لبعضهم كلها عتاب وحديثهم مقتضب وسريع..
جدتى ترعانى وأمى صغيرة مازالت تتعلم وأمامها الكثير لتعرفه عن الحياة العائلية وأصول تربية الاطفال وتنشئتهم..
وبدأ الجو يتحسن بمرور الوقت ووصول خالى الاكبر الذى عاد من سفره ليحملنى ويداعبنى ويهدهدنى وكثيرا ما أردت أن أسأله عن أبى وحكايته وأين هو؟! لماذا لم يستقبلنى كبقيتكم؟! ولكن خالى بالطبع لم يفهم همهمتى بل ظنها رد بدائى على مداعباته ولعبه معى!!
أمى أيضا بدأت تنسى وتلهو وتتصل برفيقاتها القدامى وترجوهم أن يأتوا لتسليتها واللعب معها..ألم أقل لكم طفلة!
زال التوتر كثيرا مع وصول خالى الأكبر فهو كالنسمة اللطيفة يأتى وتأتى معه البسمة ويحل السلام..
وذات ليلة كنت كالمعتاد على أقدام جدتى وجميعا نلتف حول المائدة للعشاء وكثر المزاح والضحك حتى بين أمى وأخيها الأوسط الذى لم اكن ارتاح له كثيرا ربما لأنى وجدت أمى تتجنبه ولا تريد الحديث معه وهو نظراته كانت دائما غاضبة وخبيثة..
مع أن الضوضاء كانت رهيبة الا انى شعرت بالنعاس يداعب جفونى وكأنى أردت أن أغمض عيونى على مشهد الجميع والسعادة تحيطهم وتغمرهم..
رن جرس الهاتف عاليا والوقت متأخر!!
ساد الصمت..
تحرك خالى الأكبر نحو الهاتف وكانت العيون كلها متجهة اليه لتعرف من المتصل بهذه الساعة!!
لم يستغرق الحديث سوى ثوانى معدودة: "نعم.. أيوه.. بس.. خلاص خلاص.. مفيش داعى.. احنا هنوصلها.. بكرة ازاى؟! اخر الاسبوع.. قطار الظهيرة.." وأغلق بدون سلام..
تغيرت ملامحه ومال لونه للاصفرار.. اقترب من امى وربت على رأسها كمن يعزيها مسبقا عما سيقوله..
-"انه زوجك.. ويريدك وابنه فى بيتكم فى القاهرة لانكم وحشت..وحشتوه"..
اكفهر وجه امى كأنها تحتضر..
وعاد الصمت لكنه هذه المرة كان صمتا حزينا للجميع حتى نهاية الأسبوع..
أما بالنسبة لى فقد وصل النعاس الى ذروته..
واغلقت عيونى وأنا فى حيرة.. لماذا كل هذا الحزن والرعب من أبى؟!
سألقاه بنهاية الاسبوع.. فهل سيسعد للقائى وأسعد به؟!
أم سأنضم لقائمة العيون المرتعبة منه!!!!!
ووقعت فى سبات عميق..
أراكم بنهاية الأسبوع..

الحب هو السلم الوحيد بين السماء والأرض...ليتنا ننتبه!!!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02301 seconds with 10 queries